قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
كي نقرأ التوجهات الجديدة، التي يحاول ولي عهد مملكة آل سعود تسويقها، في زيارته الطويلة الى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي ربما ستتجاوز العشرين يوما، يدور فيها على مراكز الدراسات والأبحاث، ومقار الصحف ووسائل الإعلام، وكبريات الشركات والمؤسسات الأقتصادية، في مختلف المدن الأمريكية، محاولا إمحاء صورة إنهيار برجي التجارة العالمية في نيويورك، في 11 سبتمبر 2001، على يد تسعة عشر وهابي سعودي، علينا أن نستشرف ما كان وما سيكون.
في قصة ما كان؛ ف‘ن السعودية كمملكة، تشكلت بناءا على تحالف بين الوهابية كعقيدة تكفيرية، وبين القوة الباطشة، التي يتميز بها ابناء مقرن، الجد اليهودي لهذه الأسرة؛ التي قدر لها ان تلعب دورا خطيرا، في رسم مستقبل العالم..
أضفت العقيدة الوهابية، التي تحمل جميع مواصفات الدين الجديد، الشرعية على حكم هذه الأسرة..وكانت النتيجة، أن بسطت الأسرة نفوذها على كل الجزيرة العربية تقريبا، بالقتل والغزو والغارات؛ وتشكل حلف الشيخ والأمير.
لقد كان القتل عقيدة ثابتة لهذه الأسرة، ولهذا الدين الجديد، وشعار الدولة السعودية وعلمها، يعبران بجلاء، عن فحوى هذه الدولة وما تعتنق: دولة علمها يحتوي على جملة التوحيد تحتها سيف!..
لقد أقرن آل سعود الإسلام بالقوة، وثبتوا ذلك رسميا، مع ان الإسلام يوصف على الدوام، بأنه دين المحبة والسلام والتسامح، وهكذا بات العالم ينظر الى الإسلام كدين دموي!..
كل ذلك بفعل ما طرحته الدولة السعودية؛ ودينها الوهابي التكفيري، مع ما يترتب على التكفير من أثر، يوجب قتل المخالفين؛ العالم كله كافر ويجب قتله! هذا هو ملخص أساس هذه الدولة، ومسار ومآلات عقيدتها الدموية!
السعودية شهدت تغيرات متسارعة، وجيل الملوك أبناء عبد العزيز، سينتهي بإنتهاء سلمان، آخر الزهايمر فيهم، وسيحتل عرشهم أبنائهم، أو حتى أبناء أبنائهم، والسعودية اليوم تقودها عقلية جديدة، مختلفة عن عقلية الأسلاف، ولكن بالإتجاه السلبي..
القادة الجدد للسعودية، لم يعاصروا أوقات الضنك والشدة المالية، قبل أن يبتلي العلي القدير هذه المملكة المترامية الطراف، بداء النفطودولار، وهو داء ظاهره الرخاء، وباطنه إبتلاءات لا تعد ولا تحصى، أقلها السفاهة في تقدير الأحوال..
وفرة المال النفطي، جعلت القوم مسرفين الى حد السفه، لأن المال الذي يأتي بسهولة، ينفق بطريقة أسهل، إذ تحول كثير من أبناء عائلة آل سعود، الى بنوك متنقلة، فيما كان هناك إخفاقات كبرى، في إستثمار الموارد النفطية الضخمة، التي تراكمت على مدى عقود، لكنها ضاعت في دهاليز، الأنفاق على شراء ذمم الدول والحكومات، كي يقال عن أن السعودية، تقف في صدارة الأمة الأسلامية.
المملكة السعودية لم تقدم للأمة الإسلامية، مشروعا نهضويا تقف بواسطته، في موقع الصدارة الذي تصبو اليه، لكنها أفلحت أيما فلاح، في نشر التطرف الديني والإرهاب، المدعوم عقيديا بالوهابية، المتبناة من العائلة السعودية، و الممول من خزينة البلاد، ولم يكن خفيا دعم السلطة، لرجالات هذا المذهب المتشدد، والعمل على تصديره الى خارج المملكة، معتقدة أن ذلك يمكنه أن يضعها في الصدارة..
النتيجة أن المشروع الوهابي، ومخرجاته التي تحمل عناوين مختلفة، لكنها بمضمون واحد، كالقاعدة والنصرة وداعش، أنقلبت على المملكة، وها هي تهدد أمن ووجود المملكة.
كلام قبل السلام: فشلت ثنائية الشيخ والأمير فشلا ذريعا، لأن مشروعها ليس إلا ردة حضارية، عنوانها الدم ثم الدم ثم الدم.
سلام..
https://telegram.me/buratha