المقالات

قصة "الآل" مع شانئيهم!

2083 2018-03-24

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يعج التاريخ بكوارث ومصائب لا تحصى أو تعد؛ طوفانات وفيضانات إبتلعت آلاف الغرقى، ثورات براكين تحرق سيول حممها مدنا بأكملها، هيجان البحار والتسونامي وما يخلف من بشاعة ودمار، حروب خلفت ملايين القتلى؛ حفلت بقسوة إستثنائية، دلت على أن مرتكبيها خرجوا من وصف البشر؛ الى وصف الوحوش، شاهِدُها  ما فعل الأمريكان؛ في هيروشيما وناكازاكي..

التاريخ سجل ذلك، وشيئا فشيئا تحول كل الذي ذكرناه، الى"حوادث" نقرأ عنها، لكنها نادرا ما تعلق بإذهاننا، إلا ما جرى في عاشوراء 61 هجرية!

لقد كان جريمة من نمط خاص، أستحقت أن تخلد في سجل المجرمين، لتبقى شاهدا أبديا..ليس لنوع ضحاياها وعددهم فحسب، ولا لنوع مرتكبيها وهمجيتهم، ولكن لسبب خاص جدا، حول ما جرى إذاك؛ الى حدث إستثنائي في تاريخ البشرية!

السبب خاص، لأننا الأمة الأولى والأخيرة، التي قتلت أبن بنت نبيها، بدم بارد جدا، وحينما حان موعد الصلاة، وأذن المؤذن لها، أنهت الأمة صلاتها، بمقطع "اللهم صل على محمد وآل محمد" وكان القتيل هو "الآل" الذي قتلته الأمة، ثم صلت عليه!

"الآل" ورهطه من أهل بيته وأصحابه، قتلوا قبل 1379 سنة، وقاتلوهم تخطفَهُم الموت واحدا بعد آخر، في ظرف عقد من الزمن، لكن القتيل والقاتل مايزالون أحياء!

القتيل بقي حيا، وتحول الى أمة، تصبح وتمسي على ولاءه ومحبته، وباتت تداعيات ونتائج مقتله، منهجا للسلوك وطريقا للحياة؛ فكر وثقافة وبناء فكري شامخ، وقيم وأعراف وقوانين ومسالك، تنهل من دم القتيل عمرانها..

القاتل هو الآخر ما يزال حيا، فكر تردي وثقافة نكوص، وعودة الى الجاهلية الأولى، وإن أمتلك وارثيه أخر تكنولوجيا التواصل والإتصال، أو عاشوا في افخم القصور والمدن المسيرة بالأليكترون، لكنه هو هو، ذلك البدوي الأجلف، الذي لم تغادره عقلية الغزو والنهب، والسبي وحز الرقاب بالسيوف، حتى أن علم دولته وشعارها، سيف تعلوه"لا إله إلا ألله محمد رسول الله"!

"الآل" المقتول في 61 هجرية، لم يتوقف عن تلاوة القرآن، لغاية الساعة، وهو يقتل كل ساعة، والقاتل يقتله؛ وهو يصيح "الله أكبر..وهنا يكم سر بقاء قضية "الآل" وقاتليهم؛ حية متقدة.

جريمة القتل تعاد كل ساعة، وأبناء القتلة فخورين بما صنع آبائهم، وهم يعملون دوما، على هدم جسور الحب مع أتباع القتيل، وبناء مزيد من جدران الشنآن، والحقد والكراهية بينهم وبين أتباع القتيل..!

كلام قبل السلام: إن شأنئك هو الأبتر!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك