المقالات

الكتابة بحد الكفاف..!

1637 2018-02-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com 

تمثل الكتابة بالشأن السياسي معضلة بذاتها، ففضلا عن إشتراطاتها المعرفية، التي يجب أن يتوفر عليها الكاتب، إبتداءا من إفتراض إطلاعه الواسع، بحيط ما يريد أن يكتب عنه، يتعين على الكاتب أن يمتلك أدوات فنية، ومقاييس لا يعرف عنها كثير من الذين ولجوا علم الكتابة حديثا..

ليس هناك كلام جميل في عالم الكتابة السياسية، لا سيما إذا أردنا أن نكتب بصدق، لأن الكتابة بصدق، تعني أن تقول للأعور أن عينك عوراء، ولا تقل له أن عينك كريمة، كما دأب العرب في أشعارهم.

الصدق له ثمن يتعين عليك ككاتب أن تدفعه، وهو ثمن يتناسب طرديا مع حجم الصدق في كلامك، إذا قلت كلاما صادقا, فإذا كنت ممن لا يجيدون النفاق ومسح الأكتاف، ورفضت التزييف والتحريف، وإذا كنت تعرف كيف تستخدم أسئلة الإعلام الستة، (ماذا؟ ومَنْ؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟)، وتوظفها توظيفا صادقا في كتاباتك، وإذا لم تكن يوما من المداهنين، ولا من أصحاب أنصاف المواقف، فعلى الأغلب أنك ستعيش بحد الكفاف، على قاعدة: باقة لا تحل، خبزة لا تثلم ,كل حتى تشبع!

فإذا كنت تكتب عن رؤى خلاقة، تستند الى فكر حقيقي، وتؤمن بالموضوعية، وتقول الحق ولو على نفسك، وترفض التطرف والغلو، لأنك تحمل في داخلك قلب يحلم بالقيم والجمال، ومشروع إنسان يريد التعايش السلمي، فأذن بحرب ظروس، يشنها عليك الماركسي المتطرف، والليبرالي الجشع، وقبلهم المتدين الجاهل، الذي تنتمي وإياه الى دين واحد، بل وربما مذهب واحد! 

في عالم كتابة الحقيقة، ثمة ألف فأس وفأس بإنتظار رأسك! وقبل أن تكتب بصدق، عليك أن تتذكر أن لك عيال، فلا تفجعهم فيك، لأنك لن تستطيع أن تحيا، في مجتمع لا سيادة فيه للضمير، و ترفع به الفأس فقط، لإجثتات الشجرة الوارفة الظلال، وتلقى فيه الخطب، لشرعنة الفساد والاستبداد السياسي، وأعراف الهيمنة والإستعلاء.

 لذلك عليك أن تمشي جنب الحائط، بأن تقول  أنصاف الحقائق، وأنصاف المعلومات، وإياك أن تسدي نصيحة لمسؤول، أو قائد تيار سياسي، أو متزعم لعصابة أسمها "حزب"، فمن أنت حتى تسديها، لمن يجد نفسه نصف إله!

كلام قبل السلام: تذكر دائما سيدي الكاتب بصدق، أنك عراقي في العراق، وليس في المهجر، ففي العراق ثمة قادة سياسيين، يرون أن الديموقراطية، تعني أن تكون واحدا في قطيع، تصفق لشعارتهم، وأن تكون سوادا في إحتفالياتهم الباهتة..!

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك