المقالات

أوكار ثعالب فقدت ذيولها..!

3341 2018-02-03

أوكار ثعالب فقدت ذيولها..!

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

يعج واقعنا السياسي بعديد من الإرتزاقيين، الذين حذقوا في أساليب المكر والخداع، وباتوا خبراء في تدريس فن التثعلب!

فن التثعلب السياسي، هو أحد فنون السياسة القديمة، ومورس على مر العصور، وشواهد التاريخ العربي الإسلامي، تحفل بثعالب أمثال عمرو بن العاص، ومعاوية بن ابي سفيان، والثعلب الغبي ابو موسى الأشعري، لكن هذا الفن؛ بات أكثر إنتشارا في زمننا الرديء.

لقد توفر معظم ساسة العراق، في السنوات الخمسة عشر المنصرمة، على مهارات ثعلبية نادرة، بعضها أكتسبوه من عيشهم في الخارج، وخصوصا أولئك الذين عاشوا في الغرب، وبالخصوص من كانوا في بريطانيا، لكن "افضل" تلك المهارات، هو ما  إكتسبوه بعضهم من بعض، فهي عملية "تنمية بشرية" بالنسبة لهم، و تبقى في المقدمة "مهارة" تبديل الجلود، فضلا عن كونها أكثر تلك المهارات إثارة للقرف والإشمئزاز!

من المؤكد أن بعض عمليات نزع الجلود وإستبدالها بأخرى؛ تحركها دوافع موضوعية أو اضطرارية، كغياب الديمقراطية الداخلية، داخل الأحزاب والكتل التي ينتمون إليها، أو عدم انسجام قناعاتهم السياسي،ة مع خطط الكتلة أو الحزب السياسي الذي ينتمون إليها.

إلا إن نسبة كبيرة؛ من الذين غيروا جلودهم مرارا وتكرارا وبلا خجل، كانوا بالحقيقة  يمارسون ما يمارسه البدو من ترحال، طلبا للعشب والكلأ لجمالهم، وبذا يصح أن نطلق على هؤلاء السياسيين، تسمية البدو الرحل سياسيا.

البدو الرحل سياسيا تحركهم دوافع انتهازية، لا علاقة لها بالمصلحة العامة، التي  يكثرون الحديث عنها بمناسبة أو بغير مناسبة، وهؤلاء ونظرا لإتقانهم لعبة الترحال السياسي، يرتدون لكل مكان ينتقلون اليه قميصا يلائمه، لكنهم سرعان ما يرمونه؛ ويلبسون قميصا آخر، اشتروه من سوق "البالات" السياسية، دون خوف من أن يصابون بالجرب السياسي والفطريات السياسية.

جمهرة هؤلاء الثعالب؛ معروفة بسيمائها من أثر التثعلب، وأنهم ولكثرة ترحالهم بين القوى السياسية،  فقدوا ذيولهم التي قطعها صفق الأبواب وراء ظهورهم، فصارت صفة فقد الذيل دلالة تعريف عنهم، فما بال القوى السياسية تفتح أبوابها لهم؛ مع أنهم يأتونها بذيول قد قُطعت للتو، وأن آثار إنقطاع الذيل تبدو واضحة عندما يستديرون؟!

ثعالب السياسة مقطوعي الذيول، يلتحقون بقوى سياسية مقطوعة الجذور، ولذلك فإنها تقبلهم بلا خجل!

كلام قبل السلام: أي وصف تستحقه القوى السياسية التي تأوي الثعالب؟! ألا يليق بها أن توصف بأنها أوكار الثعالب؟!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك