قاسم العجرش qasim_200@ yahoo.com
ثمة من يثقف على أن العمل الحزبي لا يخدم الجماهير، بالقدر الذي يخدم فيه المتحزبين أنفسهم، وذهب آخرون في معاداة الحزبية شأوا بعيدا، وعدته فئة من رجال الدين حراما، شأنه شأن الخمرة والميسر، فهو رجس من عمل الشيطان يتعين تجنبه!
تلقفت فئة مجتمعية هذا التثقيف السلبي، لتثقف لنفسها، وبما يخدمها ويحقق المنافع لها، فوضعت نفسها موضع النقيض للمتحزبين، واسموا أنفسهم بالمدنيين المستقلين سياسيا!
حاولت جاهدا في هذا الموضع من القول، وقبله في سواه، أن أبحث عن توصيف منصف؛ لفئة المدنيين الذين يقولون :إنهم مستقلون سياسيا، لكن بحثي الكليل؛ لم يوفق إلى نتيجة حاسمة، لأني كنت كمن يحاول بيد واحدة؛ أن يمسك سمكة تسبح بالماء!
قلت أولا؛ أن المدني المستقل؛ هو شخص لا يتبنى أي مذهب فكري أو سياسي، لكن قولي سقط؛ أمام وجود «كتلة» بل «كتل» مدنية مستقلة، لها وجودها في المشهد السياسي!»كتل» لكل منها أجندتها ومذهبها السياسي، وعزز عدم توفيقي؛ أن « المدنيين المستقلين»؛ ما فتئوا يجمعون حولهم الأتباع والمريدين.
قلت ثانيا: إنهم «أناس» قد «قرفوا»، من الكذب والدجل والتضليل، الذي طبع الممارسة السياسية، للقوى الحزبية المعنونة بعناوين محددة، وسقط هذا القول أيضا؛ لأن دعاة المدنية والاستقلالية؛ أو بالأصح أدعياؤها، هم أكثر كذبا ودجلا وتضليلا، من الحزبيين المعنونين المؤدلجين، ووجدت أن الثوب لو بقي على «خياط أمس»؛ لكان أفضل..!
قلت ثالثة: إن المدنيين المستقلين وجدوا أن غيرهم، يعملون بأجندات خارجية ينفذون مآربها، وراعني أن أغلب من لبسوا ثياب المدنية، هم بالحقيقة رجع صدى، لصناعة محكمة صنعتها أيدٍ لا تشبه أيادينا!
ذهبت إلى القول الرابع عنهم؛ فقلت: إنهم أناس؛ قد ضحوا بالمبادئ ونحّوها جانبا، من أجل بناء قيم جماعية، وأنهم عطاء لا محدود، بلا اشتراطات مسبقة، فإذا بهم لهم قيمهم التي خلاصتها : نحن أولا ونحن ثانيا ونحن أخيرا..!
في الخامسة؛ توقعت أنهم أناس، لا يريدون إثارة المشكلات والقلاقل والفتن، ولذلك اختاروا هذا الطريق، فإذا بهم صناعها وأبطالها ومن شدوا حيازيمها، وهم بالحقيقة يعتاشون عليها؛ متنقلين بين المعسكرات، بل أن وجودهم ينمو في هلام الفتن والمشكلات، وكلما تراجعت أجواء الفتنة أسرجوا لها نارا.
في سادسة الأثافي؛ استمعت مصيخا إلى من قال فيهم: إنهم أهل اعتدال ووسطية، وإنهم يسيرون في وسط الطريق، وإنهم حمائم سلام، يريدون أن يكونوا مع الكل، ووجدت أنهم كذلك فعلا، يريدون أن يكونوا مع الكل، ولكن كي يحظوا بالكل..وتلك لعمري أقصى درجات الإنتهازية وأعلى قممها!
السابعة بالذات؛ تحتاج إلى شرح طويل، فبها خرج المدنيون من الإستقلالية إلى الرأيية، وشاركوا بالعملية السياسية ضمن قوائم متعددة، وحصلوا على مقاعد في مجلس النواب، وفي مجالس المحافظات، وكذلك أخذوا حصة من الوزارات والمناصب الحكومية العليا، ورغم كل هذا؛ تجدهم مصرّين على أن يطلقوا على أنفسهم، تلك التسمية المثيرة للجدل ( المدنيين المستقلين)..!
كلام قبل السلام: التجار الأذكياء؛ ينتظرون أن تصطبغ الطرقات بالدماء، لكي يشتروا مزيداً من العقارات..!
سلام…
https://telegram.me/buratha