المقالات

هراش ديكة السياسية العراقية..!

2440 2018-01-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تسالم علماء الفكر السياسي، على أن ثمة سبع مسالك، يمكن بولوج أي منها، حل مشكلات البناء الوطني المعقدة، التي يواجهها بلد ما، هذه المسارت السبع؛ وبلا أفضلية في الترتيب هي: الاتحاد والصراع والخصومة وتكوين الائتلاف والتوفيق والتراخي والحلول الوسط.

المتـامل في مفاهيمية هذه المسارات، سيجد بسهولة أنها تتناقض فيما بينها تناقضا صارخا، وأنه لا يمكن الجمع بين أي مسار من هذه المسارات؛ مع غيره كلا أو جزءا، وبديهي أنه لا يمكن الجمع بينها جميعا!

الإتحاد ضد الصراع، ولذلك لا يمكن السير ببناء بلد إتحادي، مع إستمرار الصراعات بين المركز والأقاليم، وستنتهي فكرة الإتحاد الفيدرالي، الى دول وليس أقاليم متحدة!

الخصومة وتكوين الإئتلاف؛ متضادان لا يجتمعان على سطح واحد، صحيح أنه لا بد أن يكون قبل الإئتلاف خلاف، لكن هذا الخلاف يجب أن ينحى؛ ثم يدفن هو توبعاته، على قاعدة المشتركات التي تبني الإئتلاف..

 في حالة إئتلافاتنا السياسية؛ سيما الكبرى منها: التحالف الوطني والتحالف الكوردي، والتحالف السني، فإن خلافات ما قبل الإئتلاف، تبقى حية في وجدان المؤتلفين، توقظ كلما أحست الأطراف المؤتلفة، أن رسلائها قد أكلوا ولو قليلا من جرفها، لذلك فإن إئتلافاتنا السياسية، ونتيجة لدوام الخصومة بين أطرافها، هي بالحقيقة إئتلافات ديكة هراش، جميعها مفقوءة العيون!

عودة الى المسارات السبع، فإن التوفيق يربكه التراخي، فلا معنى لحديث عن التوفيق؛ بين مصالح الأطراف الوطنية، وبناء منظومة سياسية؛ تقوم على أن يأخذ كل ذي حق حقه، بلا زيادة أو نقصان، في ظل التراخي وغض الطرف؛ عن تغول الطبيعة البشرية، التي تسعى دوما لنيل ما هو أكثر؛ من الإستحقاق بشتى السبل، بالإبتزاز تارة؛كما هو شأن تعامل الإتلاف السني مع باقي المكونات، أو عينك عينك؛ كما هو شأن التحالف اكوردي مع التحالف الوطني، أو بغلبة الطبع على التطبع، كما هو شأن التحالف الوطني مع الباقين..

التوفيق يعني؛ أن يعرف جميع المشاركين بالعملية السياسية حدودهم، لكن التراخي في صيانة هذه الحدود يهدمها، ويهدم منظومة الوفاق أو التوافق الوطني!

بقي لدينا مسار واحد، قد يظن بعضهم أنه هو الحل؛ وأعني به: الحلول الوسط، لكن الواقع السياسي العراقي، ومنذ 2003 ولغاية اليوم، أثبت أن الحلول الوسط؛ تدمر كل بنيان يمكن تكوينه، عبر أي من المسارات الأخرى!..

كلام قبل السلام: مشكلتنا تتلخص بأننا سلكنا جميع هذه المسالك في آن واحد، ولذلك وصلنا الى ما وصلنا اليه، والفضل في ذلك طبعا، للديكة الذين قادونا خمسة عشر عاما، عصرونا فيها عصرا ولم يغيثونا!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك