قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com
هل سيكون العراق أفضل في عام 2020؟! منشور تم تداوله في اليام الماضية؛ على نطاق واسع في صفحات لكتاب ومثقفين عراقيين، على موقع التواصل الأجتماعي"فيسبوك".
لست بصدد نوايا ودوافع ومتبنيات هذه"الحملة"، فهذا شأن يخص مطلقيها، لكننا سنخلص الى نتيجة بسيطة، وهي ان السؤال كان يجب أن يكون؛ هل تتوقع حصول تغيير من الآن لغاية 2020؟! أو بمعنى أدق؛ هل أن نتائج الإنتخابات؛ التي ستجرى بعد أربعة أشهر من الآن، ستؤدي الى تغيير المشهد الراهن؛ بكل سوءه وإسقاطاته الأسوأ؟!
بسرعة فائقة، ستكون الإجابة أن شيئا ما لن يتغير، وربما سيكون الناتج أسوأ، فالنظام القائم نظام فاسد؛ مبني على أسس مخطوءة، والأسود فيه يزداد سوادا، والأبيض منه يضيع في عتمة الأسود، ولذلك لا يمكن إصلاحه من داخله.
الحقيقة التي باتت تفرض معطياتها بقوة، هو أن النظام القائم؛ بحاجة الى عملية تغيير جذرية وشاملة، تأتي بنظام مغاير له ومناقض له، بالأسس والمقدمات والمخرجات.
تلك هي الثورة بكل مقداماتها ونتائجها وتداعياتها، إذ لا أمل ان تحصل عملية إصلاح شامل، في ظل وجود الطبقة السياسية الحالية، بفسادها وعهرها وتاريخها المليء بالشكوك السوداء..
نعم ستستمر محاولات الطيبين، بالقيام بـ"محاولات" ترميم الوضع الراهن، لكنها ستبقى فقط كـ"محاولات"، لانها لن تمس حتى أغلفة النظام القائم المهلهلة، ولأنهم براغماتيين لا يفكرون بجواهر الأمور، بل بقشورها الرقيقة، فإن هؤلاء الطيببين ذوي النوايا الحسنة، سيعيدون إستخدام نفس الأحجار المتساقطة، من البناء المتهدم في تحقيق نواياهم..
إختيار السؤال؛ بإفتراض حصول التغيير خلال عامين فقط بعد الأنتخابات، يدل على قصر نظر في تحديد مديات الإصلاح الزمنية، إذ أنه من المؤكد؛ أننا سنمضي السنتين القادمتين، في مماحكات سياسية فارغة المحتوى، وبلا نتائج عملية مفيدة، وسنذهب نتيجة تلك المماحكات الى ما هو أسوأ. وتتذكرون أن العبادي تحدث عن عملية إصلاح، وعن ترشيق أجهزة الدولة، وحزمة كبيرة من الأقوال؛ التي لم يستطع ترجمتها الى أفعال، لأن الرجل نشأ وترعرع في بيئة الأقوال لا الأفعال، كما انه وحزبه خبراء بالأقوال.
وسيدعم قلقنا من المستقبل وتشائمنا؛ حقيقة أن الإصلاح أو التغيير المنشود، سيوكل ووفقا لنتائج الإنتخابات، الى نفس الاحزاب القائمة، وأن عملية الأنتخابات؛ نفذتها نفس المفوضية الإنتخابية، بكل تاريخها المليء بالشكوك، و بنفس القانون وإن أجريت عليه تغييرات قشرية، وتحت نفس الشعارات القائمة، فهل من المتوقع؛ أن نجد من يتفائل بالانتخابات ولماذا؟
ثمة نقطة أخرى جديرة بالتأمل، وهي انه ما عليك سوى الوقوف لدقائق؛ عند أبواب الهيئات السياسية، للأحزاب الاسلامية و العلمانية وحتى قوى المقاومة، وعندها ستشاهد بعينيك، النماذج السياسية والنفايات الحزبية المعاد تدويرها وتكريرها، من اجل خوض المعركة الانتخابية القادمة، وحينها ستتيقن ان القادم جداً سيّء..!
قرأت مرة؛ إذا إستطعت أن تقنع الذباب، بأن الزهور أفضل من القمامة، حينها تستطيع أن تقنع الفاسدين، بأن الوطن أغلى من المال.
كلام قبل السلام: الثعبان يغير جلده كل سنه ويبقى ثعبان، والأحزاب تغير أسمائها وشعاراتها كل اربع سنوات..!
سلام...
https://telegram.me/buratha