قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com
لا يكاد يمر يوم على العالم؛ دون أن تشهد دولة ما إحتجاجات وتظاهرات، لأسباب وظروف عديدة، ترتبط بالعلاقة بين الحكومات والمواطنين، وأصبح ذلك مشهدا مألوفا وخبرا عاديا، تتناقله وكالات الأنباء والقنوات الفضائية، في الجزء الأخير من نشراتها الخبرية، وهو مشهد مكمل للحياة في الأنظمة الديمقراطية، وجمهورية إيران الإسلامية ليست إستثناءا، فهي دولة يقوم نظامها السياسي على الشورى، وهي التسمية الإسلامية للديمقراطية.
في أغلب الأحوال تنتهي الإحتجاجات؛ وهي أقتصادية في أكثر الأحوال بأنصاف حلول، أو حتى أقل من ذلك بكثير، لأن سقوف المحتجين تبنى دائما عالية، فهم لا يعرفون سوى ما يطالبون به، دون أن يضعوا في حسابهم؛ ظروف شركائهم الإجتماعيين، أو ظروف الدولة السياسية والأقتصادية.
ككل احتجاج على سوء وضع اقتصادي في بلد ما، يندس المنتهزون والعملاء بين صفوف المحتجين، منتهزين الفرصة لدس سمومهم وأكاذيبهم، لإشعال فتيل الأزمة، ولإلقاء مزيد من الحطب على النار، وتحويل الإحتجاجات الى صدامات ، تتطور لاحقا الى صدام مسلح؛ ولايمكن إستثناء ما يحدث في جمهورية إيران الإسلامية هذه الأيام؛ عن هذا التصور الدائم؛ لمجريات أحداث مشابهة في أي مكان من العالم.
على الرغم من ان كثير من أعداء الجمهورية الإسلامية؛ يعلقون آمالا كبيرة على تطوير الإحتجاجات، الى ما يحقق احلامهم السوداء، بهدم صرح الثورة الإسلامية، إلا أن شعب أيران؛ يعي تماما ماذا يريد وماذا يفعل، ومن المؤكد أنه لا يغامر بمستقبله وحضارته، من أجل حفنة من الدولارات والريالات، وانه ليس مستعدا لأن يتحول لإداة لتخريب بلد بناه بالتضحيات الجسام، ومن المؤكد أنه سيتوقف عن الإحتجاجات؛ باللحظة التي يشعر بخطورتها على مستقبل النظام القائم، لأنه لا يريد الذهاب الى المجهول.
من طرفنا نحن العراقيين، فإن أيران هي الجار الأزلي، ولا يمكن تصور أن الوضع في إيران لا يهمنا، أو أنه ينبغي التعامل مع أحداث إيران، كشأن يخصها وحدها فقط، بل على العكس من ذلك، فإن بعضا من أسباب المؤامرة على أيران، هي موقفها المسؤول والقوي؛ الداعم للعراق في معركته مع الإرهاب، وهو موقف نابع من معرفتها؛ لواجبها الشرعي والأخلاقي، تجاه العراق والعراقيين، وتصورها أن إيران والعراق؛ بلدين متحدين في المصير، إزاء حزمة أخطار تهدد وجودهما معا.
كلام قبل السلام: في لقاء لقادة الحرس الثوري؛ جمعهم مع سماحة السيد القائد الامام الخامنئي دامت بركاته، تحدث قائد الحرس الثوري؛ عن الاحداث الاخيرة في البلاد، مخاطبا سماحة السيد الولي فقال (نحن قلقون لانك قلق من هذه الاحداث)، ورد القائد المفدى على هذه العبارة بمايلي، (انا لست قلقا انا ارى الاشياء بوضوح تام وجلي..ان قوم بني اسرائيل عندما انقذهم الله من الفراعنة، ولحقتهم جيوش فرعون وهم على ساحل نهر النيل، اضطربوا اضطرابا شديدا، وقالوا لموسى ماذا نصنع؟ فقال لهم موسى ان الله معي (وانا اقول لكم ان الله معي فانا لست قلقا)..!
سلام...
https://telegram.me/buratha