المقالات

تجليات قبيلة "الترسية" في ليلة رأس السنة..!

3319 2018-01-03

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

التصق شاب من أولئك الذين حلقوا شعر رؤوسهم كعرف ديك، بفتاة ترتدي سروالا؛ كشف تظاريس جسدها بشكل نافر..الفتاة كان يقف الى جنبها زوجها، الذي كان يرى أن يد ذلك الشاب، بدأت تتحرك على التظاريس إياها، لكن الزوج بقي صامتا، وكأن الأمر لا يعنيه، لأنه هو الآخر كان منشغلا؛ باللعب على تظاريس فتاة أخرى تقف أمامه، تبين لاحقا أنها كانت خطيبة الأول..!

المشهد ليس مختلقا، بل تم نقلته بالبث المباشر قناة تلفزيوينة فضائية، ليلة 31/12/2017، من باحة مركز التسوق "مول بغداد".

في تلك الليلة كان العلمانيون المدنيين، او المتمدينون بتصيف أصح، يقيمون احتفالا للدياثة والعهر، يعد إيذان بالسقوط المجتمعي الاخلاقي، حيث تلاعبت فيه ذئاب "المدنية"، باجساد النساء "المدنيات"، بلا خجل ووجل او حد أدنى من الغيرة، فلقد كانت الغيرة قطرة؛ تجمدت في جباه أشباه الرجال، الذين فقدوها وفقدوا معها؛ اي شكل من أشكال الحياء والرجولة.

في عاشوراء الفائتة؛ وفي زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام؛ وكما هو دائما؛ عندما يحين موعدها كل عام، كنا نقرأ مقالات تدبج بحذاقة ومكر ظاهرين؛ لكتاب يطالبون بـ"تهذيب" الشعائر الحسينية، وطالعناعلى صفحات التواصل الأجتماعي، منشورات للمتمدينين إياهم، يقولون فيها أن نفقات الموكاب الحسينية، وتكاليف الطعام الذي يقدم بـ"بذخ" مفرط، كان يجب أن تذهب الى الفقراء والمساكين..!

في ليلة 31 /1 2/2017، أنفقت قبيلة العلمانيين والمدنيين على دعرها ودياثتها، وعلى الألعاب النارية؛ التي أحالت ليل بغداد ومراكز المحافظات نهارا، مبلغا تجاوز مليار دولار، نصفه أنفق في مراتع الرذيلة وشرب الخمور، خلال اسبوع واحد فقط، ومن أراد التأكد من الأرقام؛ فليراجع الإحصاءات الإقتصادية، وقوائم مبيعات السلع في مزاد البنك المركزي خلال الفترة الماضية، وسيذهل من حجم مشتريات الألعاب النارية!

إذا حسبناها جيدا، وراجعنا الأطروحات المتناقضة بشكل سليم؛ فإنه وفي ليلة 31/1 2/2017؛ تأكدنا بما لا يقبل الشك، أن منتقدي الشعائر الحسينية وما يترتب عليها من نفقات، لم يكونا لينتقدون؛ لأجل سواد عيون الفقراء والمحتاجين كما يدعون، بل لأنهم كانوا وما يزالون؛ في موقف التضاد العقيدي مع "الفقراء والمحتاجين"، الذين يشكلون السواد الأعظم، من الجسم البشري للشعائر الحسينية.

ليلة 31/12/2017؛ أثبتت أن هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بأحاديث جوفاء، عن الوطن والمواطنة، وعن دولة المواطن المدنية، وبينهم مسؤولين رسميين بمستوى عال، بل وقادة لكتل وأحزاب سياسية، ليسوا في وارد ما تحدثوا عنه مطلقا.

الوطن عند قبيلة الأتراس هذه، ليس أكثر من تظاريس جسد الفتاة، التي التصق بها ديوث داعر، وأنه لا يعدو ان يكون زجاجة بيرة وألعاب نارية، وليطوي التاريخ بطولات الشهداء وصورهم وذكراهم، ولا مكان لأراملهم وأيتامهم، فهي"منغصات" ليس لها محل من الإعراب؛ في العراق العلماني المدني ليلة رأس السنة الميلادية..!

في ليلة رأس السنة؛ كان أبناء الشهداء ينادون "بابا" وين؟ فيما كان العلمانيون المدنيين؛ يرقصون مع "بابا" نؤيل..!

كلام قبل السلام: تَرَس؛ لفظة فارسية الأصل، يستخدمها الأكراد ايضا: "ته ره س"، وهي من الفاظ السباب والتحقير، وتعني: الديوث، القواد، وجمع الترس: ترسية، أما الـ (ترسلُغية) فتعني عند العراقيين، الدناءة والسفالة وسوء الخلق..!

 سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك