قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com
التصق شاب من أولئك الذين حلقوا شعر رؤوسهم كعرف ديك، بفتاة ترتدي سروالا؛ كشف تظاريس جسدها بشكل نافر..الفتاة كان يقف الى جنبها زوجها، الذي كان يرى أن يد ذلك الشاب، بدأت تتحرك على التظاريس إياها، لكن الزوج بقي صامتا، وكأن الأمر لا يعنيه، لأنه هو الآخر كان منشغلا؛ باللعب على تظاريس فتاة أخرى تقف أمامه، تبين لاحقا أنها كانت خطيبة الأول..!
المشهد ليس مختلقا، بل تم نقلته بالبث المباشر قناة تلفزيوينة فضائية، ليلة 31/12/2017، من باحة مركز التسوق "مول بغداد".
في تلك الليلة كان العلمانيون المدنيين، او المتمدينون بتصيف أصح، يقيمون احتفالا للدياثة والعهر، يعد إيذان بالسقوط المجتمعي الاخلاقي، حيث تلاعبت فيه ذئاب "المدنية"، باجساد النساء "المدنيات"، بلا خجل ووجل او حد أدنى من الغيرة، فلقد كانت الغيرة قطرة؛ تجمدت في جباه أشباه الرجال، الذين فقدوها وفقدوا معها؛ اي شكل من أشكال الحياء والرجولة.
في عاشوراء الفائتة؛ وفي زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام؛ وكما هو دائما؛ عندما يحين موعدها كل عام، كنا نقرأ مقالات تدبج بحذاقة ومكر ظاهرين؛ لكتاب يطالبون بـ"تهذيب" الشعائر الحسينية، وطالعناعلى صفحات التواصل الأجتماعي، منشورات للمتمدينين إياهم، يقولون فيها أن نفقات الموكاب الحسينية، وتكاليف الطعام الذي يقدم بـ"بذخ" مفرط، كان يجب أن تذهب الى الفقراء والمساكين..!
في ليلة 31 /1 2/2017، أنفقت قبيلة العلمانيين والمدنيين على دعرها ودياثتها، وعلى الألعاب النارية؛ التي أحالت ليل بغداد ومراكز المحافظات نهارا، مبلغا تجاوز مليار دولار، نصفه أنفق في مراتع الرذيلة وشرب الخمور، خلال اسبوع واحد فقط، ومن أراد التأكد من الأرقام؛ فليراجع الإحصاءات الإقتصادية، وقوائم مبيعات السلع في مزاد البنك المركزي خلال الفترة الماضية، وسيذهل من حجم مشتريات الألعاب النارية!
إذا حسبناها جيدا، وراجعنا الأطروحات المتناقضة بشكل سليم؛ فإنه وفي ليلة 31/1 2/2017؛ تأكدنا بما لا يقبل الشك، أن منتقدي الشعائر الحسينية وما يترتب عليها من نفقات، لم يكونا لينتقدون؛ لأجل سواد عيون الفقراء والمحتاجين كما يدعون، بل لأنهم كانوا وما يزالون؛ في موقف التضاد العقيدي مع "الفقراء والمحتاجين"، الذين يشكلون السواد الأعظم، من الجسم البشري للشعائر الحسينية.
ليلة 31/12/2017؛ أثبتت أن هؤلاء الذين صدعوا رؤوسنا بأحاديث جوفاء، عن الوطن والمواطنة، وعن دولة المواطن المدنية، وبينهم مسؤولين رسميين بمستوى عال، بل وقادة لكتل وأحزاب سياسية، ليسوا في وارد ما تحدثوا عنه مطلقا.
الوطن عند قبيلة الأتراس هذه، ليس أكثر من تظاريس جسد الفتاة، التي التصق بها ديوث داعر، وأنه لا يعدو ان يكون زجاجة بيرة وألعاب نارية، وليطوي التاريخ بطولات الشهداء وصورهم وذكراهم، ولا مكان لأراملهم وأيتامهم، فهي"منغصات" ليس لها محل من الإعراب؛ في العراق العلماني المدني ليلة رأس السنة الميلادية..!
في ليلة رأس السنة؛ كان أبناء الشهداء ينادون "بابا" وين؟ فيما كان العلمانيون المدنيين؛ يرقصون مع "بابا" نؤيل..!
كلام قبل السلام: تَرَس؛ لفظة فارسية الأصل، يستخدمها الأكراد ايضا: "ته ره س"، وهي من الفاظ السباب والتحقير، وتعني: الديوث، القواد، وجمع الترس: ترسية، أما الـ (ترسلُغية) فتعني عند العراقيين، الدناءة والسفالة وسوء الخلق..!
سلام...
https://telegram.me/buratha