المقالات

الفلسطينيون لن يحرروا فلسطين حتى يجدوا الطريق المؤدي الى ذلك

2762 2017-12-26

 

القضية الفلسطينية تأكل نفسها نتيجة اعتمادها على الحكومات التي تريد القضاء عليها والتخلص منها ، فلم يبقى من القضية الفلسطينية إلا مادة إعلامية تطرحها وسائل الإعلام لكي تمتص بما يسمى غضب الشارع ، وحتى هذا الغضب لم يكن بمستوى قضية القدس بل كان هزيل في خروجه وضعيف في هتافاته ، وكأنه رفع راية الاستسلام ورضخ لمؤامرات الحكومات العربية وإعلامها المدمر للقضية الفلسطينية ، والشارع العربي لا يُلام على موقفه وهو يتابع أغلب التنظيمات الفلسطينية ومنها حماس لم تغير من استراتيجيتها في مقاومة العدو الصهيوني ، بل بقت هذه التنظيمات على علاقات وطيدة مع الدول العربية التي تمتلك علاقات سرية وعلنية مع الكيان الصهيوني ، وهذا البقاء قد يكون بدافع مادي أو يكون بدافع طائفي وكلا السببين لن يقدما شيء للقضية الفلسطينية بل اضعفاها وجعلاها قضية تتجه الى نقطة النهاية ، فمحمود عباس لا يتحرك أو يتخذ اي موقف الا بموافقة السعودية ومصر وكذلك حماس وهاتين الدولتين يصرحا ليل نهار بالمصالح المشتركة مع الكيان الصهيوني ويجب المحافظة عليها بل يجب مقاتلة كل من يهددها ، وحتى قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخير حبر على ورق إلا إذا أستغله الفلسطينيون في رفع القضايا في المحافل الدولية ضد الكيان الصهيوني ، وهذا لا يتم لان الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الفلسطينية لن يوافقا على أي تحرك ضد الكيان الصهيوني ، وبذلك فأن القضية الفلسطينية سوف تسلك طريق النهاية الذي رسمه الأمريكان لها إلا إذا غيرت التنظيمات الفلسطينية إستراتيجيتها وسحبت نفسها من التبعية المادية والطائفية ، وجعلت هدفها ومن يدعمها في تحقيقه أولا بدون النظر للمنافع الشخصية والحزبية أو الدوافع الطائفية ، أي ترك الطريق الذي عبَّدَه الأمريكان والكيان الصهيوني والدول العربية الذي يؤدي الى بناء دولة يهودية بكل للمعنى من كلمة مع قطع من الأراضي الصغيرة المتقطعة يسكنها الفلسطينيون تحت مظلة الحكم الذاتي ، واختيار الطريق الذي عبَّدَه خط المقاومة المتمثلة بحزب الله وسوريا وإيران بالإضافة الى بعض التنظيمات العراقية الذي يؤدي الى تحرير فلسطين كاملة ، فالطريق الأول وجد لإنهاء القضية الفلسطينية والقضاء عليها والطريق الثاني ولد لينهي الكيان الصهيوني ويرجع القدس الى قداستها ومكانتها المتميزة لدى جميع الأديان ، والفلسطينيون لن يحققوا أهدافهم حتى يختاروا الطريق الذي يؤدي الى تحقيق ذلك الهدف . 

خضير العواد 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك