اصبحت القضية الفلسطينية في ظرف لا تحسد عليه بل هي في خطر القضاء والزوال ، لان كل قضية عادلة تعتمد أو تستند في انطلاقتها على قاعدة متينة مؤمنة بها تداعي أو تطالب أو تناضل من أجل تحقيقها ، وعندما تزول أو تنعدم هذه القاعدة فيصبح من الصعوبة تحقيق هذه القضية لأن قاعدتها التي تستند عليها في الوقوف من أجل المطالبة قد زالت فهي تبعاً لذلك سوف تزول ، والأخطر من ذلك عندما تنقلب هذه القاعدة على القضية نفسها وتعمل على إنهائها فهذا سيسرع في القضاء على هذه القضية ، وهذا ما تعاني منه القضية الفلسطينية مع محيطها العربي وخصوصاً الخليجي ،
فقد عملت الحكومات العربية وخصوصاً السعودية والإمارات على تدمير القضية الفلسطينية بل حاولوا أن يحذفوها من العقلية العربية ووضع بديلاً لها الحرب الطائفية أو مواجهة الخطر الإيراني ، حتى أصبحت القضية الفلسطينية من المواضيع الهامشية في أغلب التجمعات والمؤتمرات التي تلتقي بها القيادات العربية ، وتدريجياً أدخلوا الى العقلية العربية تقبل العدو الصهيوني كصديق أو حليف يدافع عن مصالح الأمة العربية أمام العدو الأكبر إيران أو خطرالمد الشيعي ، وقد دعمت هذا التوجه الترسانة الإعلامية العربية الكبرى من قنوات فضائية كالعربية والجزيرة وباقي الفضائيات المشهورة وشخصيات إعلامية ومواقع إخبارية وفتاوى دينية ، حتى جعلوا الشارع العربي ينسى تدريجياً القضية المركزية فلسطين ويتوجه بكل تفكيره لمراقبة الخطر الإيراني المفتعل مع غض البصر عن دخول العدو الصهيوني كحليف لمعسكر السعودية والإمارات وباقي الدول العربية الحليفة للأمريكيين والإسرائيليين ،
فأصبحت القضية الفلسطينية لا تستند على قاعدة عربية لأن هذه القاعدة اصبحت في تحالف مع العدو الغاصب للأرض الفلسطينية وقدسها الأقدس ، وهذا التحالف اصبح يمتلك عدواً واحداً ويعمل سويةً في مواجهة هذا العدو بل أصبحت السعودية والإمارات في تطلع أكبر لتقوية هذا التحالف ومد يد التعاون في مختلف المجالات ، حتى أصبحت القضية الفلسطينية من العوائق الكبيرة التي يجب إزالتها والقضاء عليها من أجل إدخال العدو الصهيوني الى الساحة العربية من أوسع أبوابها ،
لهذا فعملية طرح القدس كعاصمة للكيان الصهيوني من قبل الأمريكان هيئ لها المحيط العربي وبالأخص السعودية والإمارات ، لذا على الشعب الفلسطيني أن يفضح القيادات العربية ويقطع اي أمل يرتجى من هذه الحكومات في مساندة قضيته بل عليه أن يعي أن تحقيق الانتصار في قضيته العادلة لا يمكن أن يكون إلا بمواجهة هذه القيادات الخائنة الحليفة مع العدو المحتل ، وأن يتحالف مع اي حكومة أو حزب أو تنظيم يسانده ويساعده في نضاله المشروع ضد العدو الصهيوني من أجل تحرير أرضه ومقدساته ، لأن الظرف الذي تمر به القضية الفلسطينية من أخطر الظروف فالعدوالصهيوني المحتل أصبح الحليف الأول للدول العربية التي تدعي أنها تحتضن القضية الفلسطينية ؟؟؟؟؟
https://telegram.me/buratha