قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
من بين أصدق الأوصاف، التي يمكن أن توصف بها، البيئة السياسية العراقية، أنها بيئة سريالية مرتبكة!
في السريالية السياسية؛ يصعب على العقل تخيل الحالةً المركبة من التناقضات، التي نعيشها في بلد معبأ بها أصلا.
لذلك سنستمر في البحث، عن أسباب اليأس والإحباط الذي وصلنا إليه، ومن المتسبب في وصولنا إلى هذه الحال المرتبكة، وسنكون في انتظار المصائب واحدة تلو أخرى!
صورة ساستنا السريالية، نجدها بلا رتوش، في النواب منهم على وجه التخصيص، وهم الذين يُفترض فيه التعقل والرزانة والصدق، لكننا لا نرى منهم، إلا التهور والكذب وقول الزور، والشتائم أيضا، نسمعها تخرج من أفواه بعضهم بلا حياء!
السريالية بكل أبعادها اللامعقولة؛ حيث جبناء الأمس فرسان اليوم، وحيث أكثر الناس وطنية، هم خونة الأمس، وفي مشهد قطاع الطرق، الذين أضحوا مهمين ومتصدين للمشهد السياسي، وإذ يصبح قاتل أخى بالأمس، شريكى ورفيق دربى رغم أنفي، بل ويتعين علي أن أُرشده بنفسى، ليقتل أخر الأحياء من أخوتي!
السريالية تبرز على أوضح صورها، حينما يمارس أدعياء المدنية؛ من الذين يشتكون من تقييد حريات التعبير، حرية تعبير منفلتة، من أى ضابط قانونى، أو مهنى أو وازع ديني أو أخلاقى..ومن بينهم من شتم الشعب بأكمله، ووصفه بالـ"دايح"!
السريالية سادتي تطل بقرنها، حينما يعامل من يتعرض للقتل على إنه قاتل! ومن هو ضحية لعدوان يقال إنه هو المعتدى! وحينما يحكم القضاء حكما مخففا، على من فجروا مخخات الحقد، على مجلس فاتحة في مدينة الشعلة، دون ان يراعي جسامة الجريمة، وما سيخلفه حكمه، الذي يفتقد الى الحد الأدنى من العدالة، في نفوس ذوي الضحايا، وما سيتسببه هذا الحكم من ردود أفعال ليست محسوبة، بسبب شعور الضحايا بالحيف!
خلاصة الأمر أن في الواجهة؛ من لا يريدون أن تستقر الأوضاع في العراق، لأنهم يدركون أن لا وجود لهم، في بيئة مستقرة، وأنهم يخافون الأستقرار، لأنه يتبعه الإنجاز الذي سيكشف عوراتهم.
الاستقرار يعنى أيضاً؛ بدء الحساب وفتح الملفات، ولذلك يحاول الرافضون للاستقرار، استغلال حالة السيولة قبل أن تتحول إلى حالة صلبة، واستغلال الفوضى قبل أن تصبح نظاماً، وكسب مزيد من الوقت، لطمس أدلة الإدانة.
كلام قبل السلام:علينا أن ندرك أن ثمة زمن بين اليقظة والنوم، ربما هو الذي نحن فيه!
سلام..
https://telegram.me/buratha