المقالات

حديث في الطريق


 

تمثل وسائط النقل بشقيها العام والخاص, وسيلة من وسائل اللقاء والتواصل المباشر مع الناس. 

هذا التواصل يكون نوعيا أحيانا وأحيانا أخرى يكون سمجا, بحسب الرفقاء الذين تجمعنا الصدفة معهم, ولا تخلوا الرحلات من فائدة معينة في جانب ما. 

كنت ذات يوم مسافرا إلى بغداد, بمعية الصديق الكاتب الأخ عباس الكتبي, ولأن طريق مدينتنا الشطرة في محافظة ذي قار يحتاج من 3 الى 4 ساعات للوصول إلى بغداد لذا خرجنا مبكرين, قبل آذان الفجر رغم برودة الطقس الشتوي وقتها. 

استقللنا سيارة تكسي أو ما تعرف (بالجارجر), وقد عرفني سائق السيارة, لكنني عرفت شكله ونسيت أسمه ولا أتذكر أين ألتقينا, لكنني تذكرت ذلك خلال الطريق. 

كنا نرغب باستغلال ساعات السفر للنوم خلال الطريق, لكن مع بدء انطلاقتنا بدا صاحبنا السائق متذمرا وممتعضا! وهو ينادي بصوت عالي "كلهم حرامية بهذلونة" وما إلى ذلك من هذه الإسطوانة المشروخة التي نكاد نسمعها عدة مرات يوميا. 

كنت أجلس بالمقد الأمامي قرب السائق, فألتفتُ إليه وقلت له "يا أخي أنت شبيك معصب من الصبح كول يا الله" وأكملتٌ " يا أخي ليس المسؤولون وحدهم لصوص وسرّاق فأنا وأنت سراق أيضا" إلتفت إلي مستغربا وقال "لا حاشاك" قلت له "أنا أقول لك كيف إننا سراق فانت كسائق حينما تأخذ الركاب من خارج "الكراج" كي لا تدفع "الدلالية" فأنت سارق, والموظف الذي لا يلتزم بوقت الدوام سارق أيضا, وصاحب المحل في السوق الذي يضع بضاعته على الرصيف ويعيق المارة سارق أيضا, ثم اضيف لمعلوماتك شيئا آخر أ لسنا ننقد السياسيين؟! لكن أستحلفك بالله لو أتى أحد المسؤولين إلى مناسبة عندكم كأن تكون مجلس فاتحة أو زواج, ألا يقوم أعمامك من الشيوخ والوجهاء بتقديره وتبجيله واستقباله بحفاوة؟! قال نعم! قلت له هذا عين الفساد, فلو تركنا الفاسد ليعرف قدره ولم نوله الاهتمام لما تجرأ ليفسد, فالفساد يا أخي هو صنيعة المجتمع, فرد علي صاحبي السائق قائلا "استاذ على حجيك هذا جا محد يكضيلي شغل وما تمشي هواي أموري". 

هنا توقفت وقلت له وصلنا للنتيجة, هو إننا من نعين على الفساد, ونجامل لحساب مصالحنا الشخصية, "إذ نرضى بالفاسد اللي يخلص شغلنا وننتقد الفاسد الما يخلصلنا شغل" والفساد منتشر! لكن بأشكال مختلفة, وما نراه من فساد السياسيين ما هو إلا نتاج تناقضات في المجتمع, أفضت إلى هذا الواقع الإداري والخدماتي المزري. 

بعدها سكت صاحبنا وخلدت انا للنوم.... 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك