المقالات

يحتفلون بميلاده بتمزيق مرسومه..!

2744 2017-11-30

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بين ذكرى مولده وذكرى وفاته أيام عدة، تجعلنا نحتفل بالميلاد بغصة تكتنز من المرارة علقمها..وبين الرحيل الأبدي وحجة وداعه ايام بضعة ايضا، تجعلنا نتسائل مضطرين، هل ترك الرسول عليه وعلى آله صلاة الله وسلامه، دنيانا هذه بلا ضابطة تضبط أمورنا من بعده؟!

وتأتي الإجابة من بطن التاريخ، وهو ليس بعيد على أية حال، بأن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم؛  لم يترك مناسبة؛ إلا وأشار من خلالها الى الدور المناط بأمير المؤمنين علي عليه السلام، سواء في حياة الرسول، أو بعد مغادرته الدنيا، ولو حاولنا أن نعدد تلك المناسبات، لوجدنا أنها بعدد أيام الرسالة النبوية بالتمام والكمال!..

معنى هذا أنه عليه الصلاة والسلام؛ كان في كل يوم يعيد على الأمة ما يتعين عليها أن تتصرفه بعده، ولكي يحول هذه القضية الى منظومة عملية، تأخذ مداها في وعي "المواطنين" في "الدولة" التي أسسها، أشهَد في الغدير وبعد حجة الوداع، "جمعا" كبيرا من هؤلاء "المواطنين"؛ على تفاصيل "المرسوم النبوي"، الذي بموجه إستخلف عليا في الأمة من بعده.

لم يأل الرسول قبلها جهدا؛ في تهيئة الأرضية المناسبة، لأن يكون المرسوم النبوي الذي ألقاه بنفسه، ولم يكلف أحد غيره بإعلانه ـ لأهميته البالغة ـ وسيلة لأنتقال "سلمي" للسلطة من بعده..

كان من بين وسائل تهيئة الأرضية، أن زوج عليا من كريمته الحبيبة؛ الوحيدة "فاطمة" عليها السلام، وقد كان بحق زواجا مهما، لأن عديدا من صفوة "المواطنين"؛ ولنطلق عليهم "الصحابة" ؛ كما إعتاد أن يسميهم بهذا الأسم الملأ في ذلك الزمان، وجرى عليه أقوام أتوا بعدهم ليومنا هذا، كانوا يمنون أنفسهم أن يتزوجوا منها،

الزواج من البتول إبنة الرسول، كان ليخلط دماء أبنائهم بدماء بيت النبوة، وهو شرف يدير الرؤوس! لكن الزواج تم بخطبة ملائكية لإبن عمها، وتراجعت آمال الصفوة وحفظ الله أرث النبوة..

من بين وسائل التهيئة التي أشرت أليها، أن إستخلف الرسول إبن عمه الأثير على عاصمة دولته؛  وهو يخرج منها في إحدى مهام نشر رسالته، وحينما وجد غصة في قلب علي؛ من بقاءه وحيدا في المدينة، قال له: أنت مني بمنزلة هرون من موسى، ألا أن لا نبي بعدي ..

لقد حسمها واضحة لا لبس فيها بقوله: من كنت مولاه فعلي هذا مولاه؛ وقد إختار الرسول مكانا مناسبا؛ ليجمع فيه "الجمع" الذي شهد "المرسوم النبوي"، يضم قرابة مائة وثلاثة وعشرين ألفا؛ من صفوة " المواطنين".

لقد كان "غديرا" وارف المياه؛ لتتوفر فيه للجمع أهم مستلزمات صفاء البال وراحته: المياه والظلال في بلد صحراوي شحيح الماء ..

لذلك كانت إستجابة الأمة إستجابة واعية جدا، فقد قال أحد "الصفوة"، بعد المرسوم النبوي لإنتقال السلطة بخ ..بخ ..ابا حسن، فقد أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة، يومها كان الرسول بكامل صحته ووعيه وقوته وسطوةدولته، ولم يكن ممكنا لأحد أن يجروء على مخالفته...

في يوم وفاة الرسول روحي له فداء؛ قال نفس الرجل الذي قال بخٍ بخٍ: إن الرسول ليهجر، حسبنا كتاب الله..!

كلام قبل السلام: لقد مزق الرجل المرسوم النبوي...!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك