قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com
يبدو السؤال لأول وهلة ساذجا، فأغلب المتابعين يعتقدون أن قوات بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني، التي "يمتلكه" طاغية الأكراد مسعود بارزاني هي التي تقاتل جيشنا؛ في المناطق التي صنعها الإستعمار الإنكليزي، وتركها قنابل موقوتة في الجسد العراقي، والتي سماها دستورنا "المرعبل" بـ"المناطق المتنازع عليه"، ليجعل فتيل تلك المناطق قابلا للإنفجار السريع في اية لحظة، كما هو حاصل اليوم.
الحقيقة ليست كذلك بشكل محدد، فالجزء الأعظم والأكثر شراسة من تلك القوات؛ التي تقاتل قواتنا البطلة هناك، هم من مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي "BKK"، التي يتزعمها السجين لدى الحكومة التركية عبد الله أوجلان، وأيضا من مقاتلي حزب الحياة الحرة الايراني " "PJAK، والتي يتزعمها رحمن حجي أحمدي ذو الجنسية الالمانية.
المهم في موضوع هاتين القوتين، المصنفتين عالميا وإقليما كقوى أرهابية، أن كلتيهما من الأحزاب اليسارية العلمانية، التي تمتلك أجنحة عسكرية مقاتلة!
حزب بيجاك الإيراني؛ والناشط في المناطق الحدودية العراقية الإيرانية، والبه كه كه التركي والناشط في المناطق الحدودية العراقية التركية، ينطلقان في نشاطهما من اساس عقائدي وفكري واحد، كما يشتركان في مسألةلافتة للنظر، وهي انهما يجندان النساء في صفوفهما بشكل واسع، وأن هناك معلومات تفيد أن أولئك النساء يخضعن لعمليات تمزيق لإرحامهن!
يشترك بيجاك والبه كه كه، لأنهما يسعيان لإنشاء دولة كردية، تضم أكراد ايران والعراق وسوريا وتركيا، وأنهما يتبنيان الفكر العلماني بشكل قاطع، ويعتقدون أن الشعب الكردي، هو شعب الله المختار مثلما يعتقد اليهود..وتلك نقطة الإلتقاء مع الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، وهي ايضا ما يفسر العلاقة الحميمة؛ بين القيادات الكردية واللإسرائليين!
ليس لدى المنظمتين الكرديتين اليساريتين العلمانيتين؛ أي توجهات للحوار أو التفاعل الإيجابي مع القوى السياسية الأخرى في مناطق نفوذهما، فهما لا تؤمنان إلا بالعنف؛ كوسيلة للوصول الى اهدافهما المشتركة، ونظرا لحاجتهما المستمر الى الدعم والإيواء، فقد تحولتا الى أدوات إرهابية في المنطقة.
حزب العمال الكردستاني التركي، قاتل الى جانب تنظيم القاعدة، ومن ثم كتفا الى كتف مع جبهة النصرة في سوريا، وحزب بيجاك الإيراني حظي بدعم البارزاني الذي آواهم، ومنحهم اراضي داخل شمال العراق، تقدر بـ300 الف هكتار، بطول 150 كم وبعمق 30 كم، بين منطقتي دالاميرداغ و قلعة دژة الحدوديتين، للإنطلاق منهما لتنفيذ اعمالهم الارهابية، وايضاً وسلحهم من المنح الألمانية، ثم مالبث البارزاني ان أستخدمهما الان، رأس حربة في مقاتلة القوات العراقية.
كنتيجة عرضية، فإن ما تقدم يفسر وبلامواربة، الموقف المخزي لليسار العراقي من مسألة بسط الدولة هيبتها على المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها، فقد تحفظ بيان الشيوعيين؛ على الطريقة التي تعاملت بها الدولة العراقية مع الموضوع، وصفحات الفيسبوك لجيوش اليسارالعراقي، تعج بإنتقادات مسمومة للجيش العراقي والحشد الشعبي، وكلها تنشر اكاذيب عن فضائع أرتكبتها القوات العراقية، وهو أمر نفته حتىالأمم المتحة، التي اشادت بإلتزام القوات العراقية بمعايير حقوق الإنسان.
كلام قبل السلام: نتيجتان مهمتان لهذه المقاربة، الأولى هي ان العلمانية وسميتها المدنية، تمتلك وبالدليل علىالأرض أنيابا أرهابية، والثانية هي اليسار العراقي يرتبط بعلاقات عضوية، مع تلكما المنظمتين الإرهابيتين، وهذا ما يفسرعدم إدانة أحزابه وقواه، لوجود هاتين المنظمتين الإرهابيتين الأجنبيتين على الأرض العراقية، فيما لم تنفك ابواقه عن النيل من الحشد الشعبي؛ على الرغم من انه حشد عراقي 100%..!
سلام..
https://telegram.me/buratha