قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
شرح: (أماعيط ومعُطان وأمعَطون وأمعَطين ومُعُط جموع لـ أمعط) والأمعَط تجدون شرحه في المتن..!
توقفت عند مثل قرأته قبل يومين؛ يقول: (أن الذئب يغير شعره ولا يغير طباعة)..
تابعت فإذا بالذئب حيوان خبيث؛ له صفات يتميز بها دون سائر الضواري، فهو غدار عدواني، شديد البأس بارع بالفتك الى حد المثلة.. يظهر الكرم وهو يكن الغدر، شرس الطباع بلا رحمة، شبق الى الدم؛ يرى ذئباً مثله قد دمي، فيثب عليه ويمزقه!
أجد إن الأمر لكذلك، وإلا لما خافه يعقوب على ابنه يوسف، عليهما السلام..فلم يذكر أسداً ولا نمرا، وإنما قال عنه ربه: "إني ليحزنني أن تذهبوا به، وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون"..
الذئب ولكثرة إسرافه في القتل، تصوروه جائعا أبداً، حتى قيل في أمثال العرب " أجوع من ذئب"، والعرب أكثر الشعوب معرفة بالذئب، وهو مضرب أمثالهم في الدهاء والفطنة والحذر..وبالغوا في حذره؛ حتى تصوروه ينام بعين واحدة، ويترك الأخرى مفتوحة تحرسه.
وإذا الذئاب استنعجت لك مــــرة فحذار منها أن تعود ذئابا
فالذئب أخبث ما يكون إذا اكتسى من جلد أولاد النعاج ثيابا
الذئب؛ رمز للصوص وقطاع الطرق والمارقين والدهاة..وذؤبان العرب لصوصهم ورعاعهم..وصعاليكهم وشطارهم، وقطاع الطرق وقراصنة الصحراء..وقد عُرفت قبيلة هذيل بين العرب؛ بالصعاليك الذؤبان..
يقوم الذئب باستخراج الاحشاء أولا، عندما يفترس الضحية، فـ"يمعط" الكبد والكليتين والطحال والامعاء، فيلتهمها اولا، ومن ثم باقي الجسم! ولذلك يسمى بـ (الأمعط)..
ضربوا الذئب مثلا للغدر والنفاق، ورمَّزوا به؛ عن الأشخاص الذين لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة، فيقولون: فلان ذئب أمعط!.
وبين البشر؛ من إستساغ أكل أكباد بعض البشر، ففاق الذئب مِعاطةً.
يالها من سطوة سطوة الذئب، منذ تلك العصور الغابرة, فالذئب أشد السباع مطالبة، وإذا عجز عوى عواء استغاثة، فتسامعت به الذئاب، فأقبلت حتى تجتمع على الفريسة؛ الإنسان أو غيره فتأكله، وليس في السباع من يفعل ذلك غيرها، أي أن تجتمع على الشر، كما يجتمع بعض جنس البشر!
الذئب غدار خصوم ومكابر؛ صبور على المطاولة، قلما يخطئ في وثبته، وهو نموذج للغدر والدهاء والمكر، الذي يمارسه بعض بني البشر، خصوصا الساسة منهم، في حياتهم اليومية والسياسية!
كلام قبل السلام: ذؤبان إتحاد القوى المسننة، وشركائهم في القائمة العليوية، ما فتئوا يؤججون نيران الفتن، يسجرون لها كلما أصابت الوطن مصيبة..!
سلام..
https://telegram.me/buratha