المقالات

زينب بنت علي بين العاطفة والرسالة.. بطولة نادرة.


 

إرتبط الضعف والعاطفة في عقولنا بالنساء, ربما بحكم نشأتنا في أحضان أمهاتنا, وما يسبغنه من عاطفة وحنان علينا, , وما نراه من قبولهن لرغباتنا, وخصوصا خلال سنين عمرنا الأولى, فترى أن من يفقد أمه, يشعر باليتم أكثر, حتى لو كان رجلا بالغا. 

عاطفية النساء وضعفهن الجسدي, لم يمنعهن من لعب أدوار مهمة, وصنع مواقف عظيمة, في حياة الشعوب والأمم, غيرت مجرى تاريخها, وصنعت لها مستقبلا مختلفا.. فظهرت منهن الحكيمة والحاكمة, والطبيبة والعالمة والمخترعة.. وكل شيء.. وهناك عشرات النماذج كمصاديق لذلك. 

رغم كل هذا التفوق لهن, في شتى مجالات الحياة, لم يفقدن في أي لحظة من لحظات حياتهم, وحتى وهن في قمة مجدهن وقوتهن, وأقوى مواقفهن وأقساها.. عاطفتهن. 

ينقل لنا أهل السيرة وكتاب التاريخ, كثيرا من مواقف سيدتنا زينب بنت علي, عليها وألها أفضل الصلوات, وكيف كانت بطلة نادرة.. بطولة تكاد تتجاوز قدرات البشر العاديين, فما مر بها من أحداث, وخلال أيام قليلة, وهي ليست صابرة, وإنما قوية ثابتة الجنان.. ولا يَستغرب ذلك, وهي تربية علي أبن أبي طالب. 

شهدت سيدتنا زينب, شهادة أثنين من أولادها, وخمسة من أخوتها, وأي واحد من هؤلاء يعادل أمة وأكثر.. وممن لا نضير له ولا عديل, وكل ذلك خلال سويعات.. ومع ذلك, نجحت في أن تحفظ من تبقى من عائلة الرسالة, وتحافظ على منهج النبوة.. فهل كان هذا دورها فقط؟ وهل أكتفت بذلك؟! 

رغم محاولات الحكم الأموي, التعتيم على قضية الثورة الحسينية, والتعمية على أسبابها, بل وتشويه صورتها, نجحت تلك المرأة العظيمة, في فضح الحكم الظالم, وبيان أسباب الثورة الحقيقية, وأحقية المنهج الحسيني النبوي, الذي مثله جدها أبوها وأخوتها بالإتباع. 

مع كل هذه النكبات, وأعباء الدور العظيم الذي تحملته, كانت عواطفها كأم ثكلى وأخت مفجوعة, غير خافية.. لكنها بثباتها وأيمانها بقضيتها, جعل تلك العواطف الجياشة قوة لصالح رسالتها.. فنجحت في فضح الأمويين, وبطلان حكمهم, وظلمهم وجورهم.. حتى دفعتهم حركتها وقوة تأثيرها, للتنقل بها بين البلدان, وتغريبها عن بلدها. 

زينب بنت علي هي قدوة لكثير من نساء عصرنا, وتكذيب واضح فاضح, لنقص النساء, وعدم صلاحيتهن لأداء دور مهم وحيوي, في مختلف القضايا, ولعب مختلف الأدوار على تنوعها.. دون أن تتخلى عن كونها إمراة, تملك عواطف لا يملكها الرجال. 

عواطف المرأة وطبيعتها الجسدية, ليست نقطة ضعف, بل نقطة قوة, إن عرفت نساءنا, كيف تستخرج مكنون عظمتها, وتستخدم عاطفتها في سبيل رسالتها التي تؤمن بها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك