المقالات

تربص الساسة السُنة؛ بين الوطن والثلاجة..!

3396 2017-09-29

قاسم العجرش qasimJ200@yahoo.com

ونحن في خضم الأزمة المفتوحة، التي سببها إستفتاء البارزاني على إنفصال شمال العراق؛ وهو إستفتاء صهيوني التخطيط، أمريكي الصناعة، بارزاني التنفيذ، بأهداف واضحة ومعروفة، ليس بينها عنوان الإستفتاء، وهو إستقلال كوردستان، يحق لنا أن نتسائل عن موقف الساسة السُنة العراقيين.

مراجعة بسيطة لوسائل الإعلام العراقية والأجنبية، بأنواعها المقروءة والمسموعة والمرئية، نكتشف بسهولة ويُسر، أن الساسة السُنة أختاروا الوقوف على التل، وهو موقف يمكن تفسيره بعدة إتجاهات، ليس بينها إتجاه إيجابي واحد.

نتذكر التهريج والتطبيل الإعلامي، الذي مارسه الساسة إياهم، أثناء معارك تحرير مدننا، ذات الغالبية السُكانية من المكون السُني الكريم، التي نزا عليها داعش بإجرامه وظلاميته.

لقد كانت مدينة تكريت قد تحررت للتو، وإذاك أطل سياسي سُني معروف من على شاشات التلفاز، وهو يبكي على "ثلاجة"، قال أن مقاتلا من الحشد سرقها من منزله!..

وقتها تلاقفت وسائل الإعلام المعادية هذا الإدعاء الصفيق، وروجت له مصورة أن أبناء الحشد الشعبي، هذه الثلة النقية الطاهرة، ليسوا إلا مجاميع من اللصوص.

الحقيقة التي غابت عن صناع القرارالشيعة في العراق، هي أن الساسة السُنة، الذين أطلقوا سلسة من الهجمات السياسية التهريجية الممنهجة، ضد القوات المسلحة العراقية بكافة صنوفها وعناوينها، وبقدمتها الحشد الشعبي ورجاله، كانوا يخوضون حرب دفاع عن أنفسهم، وعن ميليشاتهم المتمثلة بداعش، بعدما ادركوا ان واقعهم الوطني الزائف؛ قد تمت تعريته بدماء القادمين من الجنوب لتحرير مدنهم، وأن ثوب عار إحتضانهم لداعش، بات ثوبا كل العراقيين حتى الصغار منهم، يعرفون لونه ونوع خامته، ويعرفون أيضا الخياط الذي خاطه لهم.

اليوم وحيث يقف العراق؛ على مفرق طرق مصيري يمس كيانه ووجوده، الذي امتد أكثر من سبعة آلاف عام، يقف الساسة السُنة موقف المتربص، منتظرين ما سيحدث بعد إستفتاء البارزاني، الذي توافق توقيته مع قرب إمحاء داعش من خارطة الوجود، بسواعد الجنوبيين الشجعان، الذين حرروا مدنا ينتسب إليها الساسة السُنة.

التربص لغةً لا يعني الإنتظار، فرَبَّصَ: كـ (فعل)، تربَّصَ/ تربَّصَ بـ/ تربَّصَ لـ يتربَّص، تربُّصًا، فهو مُتربِّص، والمفعول مُتربَّصٌ، وتربَّص بفلان أو تربَّص لفلان: انتظر خيرًا أو شرًّا يحلّ به، رَبَصَ بِعَدُوِّهِ: اِنْتَظَرَهُ لِيُلْحِقَ بِهِ شَرّاً، ( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ)

والتربص كـ(أسم) مصدر تَرَبَّصَ، وتَرَبُّصُ وُصُولِ الضَّيْفِ: اِنْتِظَارُهُ، وتَرَبُّصُ الفُرْصَةِ: تَحَيُّنُهَا، والتَّرَبُّصُ بِالعَدُوِّ: تَرَصُّدُهُ ، نَصْبُ كَمِينٍ لَهُ لِلإِيقَاعِ بِهِ..!

كلام قبل السلام: الساسة السُنة إذن متربصين بالعراق، ومن مراجعة سيرتهم السوداء، فإن من المؤكد أنهم لا يريدون خيرا بالعراق، وهم على كل حال بإنتظار إستفتائهم؛ على نهش لحم ما تبقى من العراق..!

سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك