المقالات

متى ننتج جيلا جديدا من الساسة الشيعة ؟!  

1636 2017-09-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ربهم واحد؛ دينهم واحد، قرآنهم واحد، إمامهم واحد، مذهبهم واحد، وفي أحيان كثيرة؛ فإن مرجعهم الديني واحد، ولكنهم مختلفون!

يمشون سوية في زيارة الأربعين، يخدم بعضهم بعضا، يدلك بعضهم الأقدام المتورمة لبعضهم الآخر، ويأكلون في نفس الماعون، ولا تسبق يد احدهم يد الآخر أبدا، وبعد أيام سينشدون للموعود، أغاني وأناشيد مشتركة، تدعو لتعجيل فرجه عليه السلام، لأنه أملهم بالخلاص، ولكنهم مختلفون!

هذا هو حال شيعة العراق، مجتمعين بالخطوط العريضة والآمال، ومختلفين بالتفاصيل حيث يكمن الشيطان!

كانت أواسط السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي ،هي السنوات الأولى؛ التي وضعت فيها الحركات الإسلامية الشيعية العراقية، قدمها في داخل منظومة العمل السياسي، فقد كان الإشتغال بالسياسة قبل ذلك”حراماً”، طبقا لفتاوى شرعية شيعية، كانت نتيجتها كارثية، إذ حكم “الآخر” البلاد وهو أقلية، وكان من هذا الآخر الحكام والوزراء والقضاة، والضباط والأطباء والمهندسين والموظفين، وكان الشيعة وهم أكثرية؛ عمالا وفلاحين، وجنودا وأفراد شرطة..وباعة شاي وحمالين أيضا!

كان تَشَكُل القوى السياسية الشيعية، نتاج قمع سلطوي خانق، وتعبيرا عن الرفض لحالة انغلاق سياسي مطبق، حكم على فضاءات التعبير، بالإنزواء في أقبية التنظيمات السرية.

لكنها كانت بداية حملت أمراضها معها، لتصنع شبكة غير مرئية، من الحروب الصغيرة والشخصية، بين هؤلاء الذين يؤثثون المشهد السياسي الشيعي اليوم.

تلك البداية؛ كانت هي أيضا ذلك الرحم، الذي طرح لنا نخبة الساسة الشيعة اليوم، والتي تربطها علاقات سلبية بينية، متجذرة بالماضي، وهي علاقات ما إستطاعت هذه النخبة أن تنفك منها، وكانت تعبيرات تلك العلاقات السلبية متنوعة، بين خلافات أيديولوجية وعقيدية عميقة، الى مشادات ومعارك شخصية، الى إختلاف على من يجلس أولا، في الصفوف الأمامية لندوة شعرية!

 المفارقة هي أنهم اليوم، مختلفين على من يعتلي ظهورنا أولا!

جيل الحاضر، لا يستطيع إيجاد تفسير لكثير من المشاحنات الآن، والتي تدور أمام أعين أبناء هذا الجيل، وبعضها على شاشات الفضائيات، بين القادة السياسيين الشيعة!

هنا يحق لنا أن نتساءل بحرقة، عن الغول الذي يشدنا الى الخلف، الى درجة اننا حين نلتفت إلى الخلف، سنجد أن تلك الخلافات؛ لا تبعد عن يومنا الا قليلا، رغم الفارق الزمني لأكثر من أربعين عاما.

ألا يمكن القول؛ أننا ما زلنا؛ في أواسط سبعينات وبداية ثمانينات القرن الفائت، لولا قواعد اللعبة السياسية الجديدة، ولولا قشرة وسائل الاتصال الحديثة؟

كلام قبل السلام: ثمة حاجة ملحة، لإنتاج جيل جديد من الساسة الشيعة، لا يحتاج الى الإلتفات الى الوراء كثيرا..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك