المقالات

حفر ومطبات ومنزلقات وآبار الفساد..!

1998 2017-09-05

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

الحديث عن أن الفساد قد تفشى في مفاصل الدولة العراقية، بات على كل لسان وقلم، وها هو وقد أصبح، ملح الصفحات الأولى لصحفنا وصحف غيرنا أيضا، وتعج به وسائل التواصل الأجتماعي، حتى يتخيل المرء ان العراقيين فاسدون عن بكرة أبيهم، على قاعدة "كلهم حرامية!

في مقاربات سابقة تحدثنا عن الفساد، وغيرنا أيضا أشبعه تحليلا ونقدا وتنظيرا، وكثر الحديث عن هذا الشأن المهم في حياتنا، وبما جعلنا نتحسس دوما، من كل تصرف يقدم عليه أي مسؤول حكومي، وبالتالي وصلنا الى حال فيه جميعا، متهمين بالفساد بمختلف أنواعه، ويمكن أن تطال أي منا آلة النقد والتجريح، وصب جام الغضب، والتعرض حتى للخصوصيات الشخصية جدا..

صحيح أن مقارعة الفساد والقضاء عليه، تتطلب جهدا وطنيا واسعا، وصحيح أن على الإعلام مهمة جليلة في هذا الشأن، وهي أن يكون بمثابة الضوء الساطع، الذي يكشف عتمة ما يجري في الخفاء والدهاليز المظلمة، وما مخبأ في الأدراج وتحت الطاولات، لكن الصحيح أيضا؛ أن يكون هذا الجهد خاضعا لسلطان الأدلة الثابتة، والنقد الموضوعي البناء الهادف، وتحري الدقة والصواب فيما يكتب وينشر..

إن التعميم مرض وبيل خطير، وهو عندما ييخذ كمنهج بالتعامل مع الأشياء، ومنها موضوعة الفساد، يكون أخطر من الفساد ذاته، لأن التعميم سحابة سوداء، تصلح وبشكل لافت لأن يتخفى في ركامها الفاسدين.

لقد بات من المتيقن أن كثير من القضايا المثارة، هي أما لا تستحق الإثارة لتفاهة موضوعها، أو أنها ناتجة عن شكوك وسوء فهم وتقدير، أو لأغراض كيدية..

إننا كشعب نريد أن  نستثمر الوقت أفضل أستثمار، وأن تمضي عجلة البناء الى أمام، بتسارع مضطرد، كي نعوض الفاقد الحضاري، الذي يتسع يوما بعد يوم بيننا وبين الآخرين، ويفترض أن توضع ضوابط وتعليمات تيسر هذا التوجه، لا أن تعرقله، غير أن ما  تشهده قطاعات الأعمار والبناء والمشاريع، من تأخر وتلكوء بل وتوقف تام، يرجع في أحيان كثيرة الى خوف القائمين عليها، من بعبع  الاتهامات والتداخلات من جهات متعددة، مرة تحت طائلة القانون، ومرات تحت عنوان العرف الإداري.

إن الموظف الحكومي اليوم متهم حتى تثبت براءته، وسمعته وصلت الى أدنى مستوى، نتيجة لشيوع المنهج الذي أشرنا اليه، ومع أننا لا نبغي التغاضي عن الفساد أو السكوت عليه، لكننا نريد أن نبني لا أن نقف في محلنا، وعلينا البحث عن آليات؛ تجنب الموظف الحكومي من الوقوع في بئر الفساد، لا أن نترك الأمور على غاربها، فتكثر الحفر والمطبات والمنزلقات والآبار، ويسقط الموظف والمؤسسة التي يعمل فيها، في واحدة منها لا محالة.

كلام قبل السلام: في كل هذا فإن الخاسر هو الوطن والمواطن، والخسارة لا يمكن تعويضها أبدا، لأنها زمن، والزمن ليس عقارب ساعة؛ بل هو شيء نحسه ونعيشه وأذا مضى لن يعود أبدا..

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك