ألمرسل: أخوه المنكوب : قاسم العجرش
اخي الحبيب الشهيد السعيد السيد صالح البخاتي/ السلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
مضى علي يومان، وأنا أحاول كتابة رسالة المعايدة، التي أعتدت إرسالها لك في كل عيد، لكني كنت أنتظر رسالتك ، التي أعتدت أن تسبقني فيها دوما..
لا أعلم عبر أيّ بريد ستصلك رسالتي هذه، لكني أعلم أنها ستصل أسرع من أيّ بريد..
كانت رسائلك تردني قصار، لكنها ليست من نوع “المسجات” الجاهزة، بل كنت تكتبها بعفوية صادقة، مفعمة بالأماني والأمنيات، اليوم وعلى غير العادة؛ سأبدأك أنا:
أخي الحبيب، تخيلني وأنا أكتب ثم ابكي ثم أكتب، ولكن الرسالة التي ستصلك ستجدها فارغة من دموعي، لأن دموعي كانت حبرا لكلماتي! لا تهز رأسك هكذا وتقول لا شيء، كلمني فأنا مشتاق لصوتك..
أقرأ أخي صالح رسالتي، لماذا كل الرسائل التي أكتبها لك لا تشبهك؟! هذه المرة سأصارحك بشيء لم أصارحك به من قبل: قبلك لم أكن قويا كما أنا اليوم، فقد كان وجودي بقربك، كما لو أني أستند الى جبل..مازال الجبل هو هو أسمه صالح البخاتي، وما زلت وبثقة مستندا اليه، فمن يطال أن يكون صالح البخاتي!
أقرأ حبيبي رسالتي، وستجدني راسما فيها صورة لعينيك الوقادتين، ولقلبك الحنين، انظر أنا الى صورك كلها، أقرأ في عينيك الف ميعاد لم يأتي؟ وابتسامتك..انظر اليها، فأجدها تطفىء الشموع، وتأكل الكعك وتفتح الهدايا، وتشكر أمنيات الأحبة وتبتسم لهم..
ثم لماذا أخي الحبيب؛ لا تعود الينا ولو لساعة واحدة؟! أرجوك أخي، أعرف أن لك منزلة كبيرة عند الله، فتجرأ يا أخي؛ وأطلب ذلك من الله.. جرب ولا تكن خجولا.. المهم هي ساعة من الله لتأتي عندنا، الله يحبك ربما سيقول لك: حسناً ساعة واحدة تكفي؟ نعم نعم تكفي..توكل سيدي.. يا الله.
هل تعرف اخي الحبيب أن هناك كثيرين، ممن لا تعرفهم ولا يعرفونك يوم كنت هنا في دنيانا، لكنهم اليوم يحبونك، كما لو أنهم يعرفونك منذ زمن طويل، هل لك أن تخيل صورتك في كثير من الأمكنة، أمكنة فقط مررت قربها! تخيل أني قد امر بجوار غريبين فاسمعهما يتحدثان عنك؟ تخيل أنك في دعاء كثيرين وفي صلاتهم؟ تخيل أن اسمك يظل منتصباً كنخلة!
بغداد؛ العمارة، البصرة، كل العراق، كل مدنه باتت تعرف سيد صالح، الشوارع والساحات، المدارس وكتبها هي أنت، فطوبى لك، ولي أيضا لأني صديقك!
هل تعلم أخي الحبيب، أن هناك أشعارا ونصوصاً، ومقالات كتبت لك؟ وأن كثيرا من كبار القوم أبنوك، تخيل ان أناس لم يلتقوك ابدا، يشتاقون لك كثيراً؟
هل تعلم أخي الحبيب، أن حفيدي الصغير “علي”، يقول: أنه رآك موضوعا في صندوق ملفوفا بعلم العراق، وهو يقول:أنك قوي وتقدر أن تخرج من الصندوق، لترفع العلم الملفوف..صدقني والله لقد قال هذا القول!
طوبى لك أخي الحبيب..طوبى لك صديقي الأثير..
أيامك سعيدة وكل عام وأنت بألف خير
https://telegram.me/buratha