المقالات

التربية والتعليم في العراق..تتمة الفصل البايخ..!

1868 2017-08-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

مرة أخرى دعونا نتحدث بلغة الأرقام؛ ولا نركن الى القيل والقال من ركيك الكلام..

في عامنا هذا والذي يسمى تعليميا؛ بالعام الدراسي 2017 ـ 2017؛ فإن أغلب الطلاب الذين أدوا الإمتحانات العامة، كانوا من مواليد عام 1999، أي أنهم كانوا بعمر ثلاث سنوات، عندما تخلص آبائهم من نظام القهر الصدامي عام 2003، وأنهم  دخلوا الابتدائية في عام 2005، اي بعد سنتين من بدء تنفيذ المخطط الامريكي..

الأرقام المأخوذة من سجلات وزارة التربية تفيد، أن ذلك العام شهد تسجيل قرابة مليون تلميذ وتلميذة؛ في الدراسة الأبتدائية، ومع حقيقة مؤكدة مؤداها أن ليس كل مواليد 1999، قد أتيح لهم التسجيل لأسباب شتى، بعضها مجتمعي يتعلق ببيئة التلميذ، وبعضها أمني يتعلق بتداعيات الأوضاع الأمنية ،السائدة في العراق في الأعوام التي تلت سقوط نظام صدام..ولنتساهل قليلا بوقائع تلك الحقيقة ، ونقرر أن 10% من مستحقي التسجيل عام 2005، لم يتم تسجيلهم للأسباب إياها.

في هذا العام الدراسي 2016 ـ 2017؛ شارك في الإمتحانات العامة للدراسة الإعدادية، أقل من 400 الف طالب وطالبة، بمعنى أن 600 الف من تلاميذ عام 2005؛ لم يصلوا الى خط النهاية، اي أن 60% من مواليد 1999 ؛ لم يحصلوا على شهادة الدراسة الإعدادية، وبإضافة نسبة الذين لم يتم تسجيلهم عام 2005، للأسباب التي أشرنا اليها، يصبح مجموع مواليد 1999 ، الذين لم يحصلوا على شهادة الدراسة الإعدادية هو 70% منهم 10 % أميين أمية مطلقة

الأرقام تتحدث أيضا؛ عن أن 28% فقط من الـ 400 الف الذين أشرنا اليهم آنفا، فقط هم الذين نجحوا في الدور الأول من الإمتحان، بمعنى أن أكثر قليلا من 100 الف طالب وطالبة هم الذين نجحوا، ومعظمهم كان نجاحه "مسحسل"!. والمحصلة أن 900 الف طالب لم يعبروا نحو الدراسة الجامعية، ولن يعبروا مع كل الأسف، وسيبقون في مواقعهم الشبه أمية!

تضعنا هذه المقاربة في وضع كارثي، لا يمكن لنا إزاؤه إلا أن نجلس على الأرض، ونمدد أقدامنا ونلطم لطم حدادي، كما يقول مثلنا الشعبي الجنوبي..

900 الف عراقي هم الآن بعمر الـ18 سنة، خارج نطاق القوة البشرية المتعلمة تعليما كافيا، ومعظمهم سيتجه الى سوق العمل العظلي والجسماني، وهو سوق معطل هو الآخر لأسباب معروفة، لسنا في صددها الآن، لكنها نفس الأسباب التي شكلت المشهد الذي تناولناه.

المحصلة أن التعليم سقط في العراق، ولم يكن سقوطه خارج أيدينا، فلدينا وزارة كبرى للتربية والتعليم، وتضم هذه الوزارة عدد كبير من المؤسسات التعليمية، وزير وعدة وكلاء وزير، ودونهم عدد اكثر من المستشارين، ودائرة مفتش عام، وقرابة مائة مدير عام وبرفقتهم أكثر من ضعفهم من معاوني المدراء العامين ، وآلاف الأخصائييتن التربويين ومدراء القطاعات والمدارس، وقرابة مليون معلم ومدرس، هؤلاء جميعا وبلا إستثناء، مسؤولين مسؤولية مباشرة عن الكارثة، وكل حسب موقعه؛ وكل حسب نسبة مشاركته بتنفيذ الكارثة!

كلام قبل السلام: بعد أن سقط التعليم في العراق؛ يأتي اليوم ولغراض إنتخابية، من يطالب بتكريم منتسبي هذا القطاع..ناس لا تستحي..إنها تتمة للفصل البايخ!

سلام..

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك