قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
هي تسعة أشهر تفصلناعن الأنتخابات البرلمانية والمناطقية، وكلما أقتربنا من يوم الميقات المعلوم؛ في نيسان 2018، تتصاعد حمى لامسبوقة؛ بالتهافت على الترشح لهذا الإستحقاق الوطني المهم، وستشهد ساحتنا السياسية، كائنات أغلبها أبعد ما تكون عن فهم العمل السياسي، كنشاط إنساني يعنى بالشأن العام، فضلا عن عدم إمتلاك هذه الكائنات، التي بعضها جاء من قاع المجتمع، المؤهلات والقدرات اللازمة؛ لممارسة هذه المسؤولية الجسيمة، بل أن منهم من لا يمتلك النية الصادقة، في الإضطلاع بهذه المهمة الخطيرة بصدق وأمانة.
كائنات الزمن الأغبر ليس لها هم؛ الوصول الى الموقع النيابي، أو الى عضوية مجالس المحافظات، لأن ذلك . كون ذلك يمثل بالنسبة لها؛ أداة لتحقيق المصالح والمنافع، ومصدرا للثراء المادي، والإرتقاء الإجتماعي الزائف، كما أن تلك المواقع تمثل مدخلا لبناء مجد عائلي طارئ، ووسيلة لتحقيق مآرب أخرى ينطق بها واقع الحال؛ وترسخ هذا الوضع في المخيال الشعبي بشكل لافت.
طلائع المتهافتين على بوابات النفوذ، الى مجد البرلمان ومجالس المحافظات، بدأت نشاطها بوقت مبكر، وهم اليوم زرافات ووحدانا، بعطورهم الرخيصة، وبدلاتهم الرسمية وأحذيتهم اللامعة ، وسياراتهم الفارهة المحملة بالهدايا، في مكاتب الأحزاب والقوى السياسية الكبرى، التي منحها نظام عد الأصوات، سانت ليغو بنسبته التي تسيل اللعاب، مزية إستقطاب ليس لها مثيل.
نظرة بسيطة ومتجردة؛ الى أفواج الطامحين الى الترشيح، تكشف عن واقع بائس،يتمثل بالعوز الثقافي، وضحالة المؤهلات السياسية والمجتمعية، فضلا عن فقر مريع بالمعارف القانونية، وهي مؤهلات يجب أن يتوفر عليها المترشح، بحدها الأعلى، وليس بالحدود الدنيا أو المتوسطة، مؤهلات تستدعي العفة والمعرفة والخبرة، والتجربة والقدرة والتضحية والإبداع، وهي مؤهلات قلما نجدها في قطعان الطامحين.
لقد فشلنا وعلى مدار هذه السنوات العجاف، في بناء أنموذج ديمقراطي رصين، وكلما يحين موعد الإنتخابات، تبحث القوى السياسية المهيمنة، عن وسائل من غلاف الصندوق ألنتخابي، تضمن لها تعزيز قبضتها، وليس ما يضمن رغبات وحقوق ومطالب الناخبين، في تنمية إقتصادية حقيقية، وبنية مجتمعية ورسمة هادئة، تضمن الإمن والأمان والعيش الكريم ، وعدم التعدي على الحقوق الأساسية، التي كفلها الدستور.
المؤشرات والمعطيات التي بين أيدينا، تكشف أيضا عن أننا مقبلين على فصول "بايخة"، من فصول العمل السياسي، ربما أكثر "بياخة"، من الفصول السابقة على مدى خمسة عشر عاما الماضية.
كلام قبل السلام: مراجعة بسيطة للأسماء التي أعتلت ظهورنا، في العقد ونصف الماضي من عمر الزمن، تكشف لنا أي أناس ضم هذا القطيع؛ المتسربل برداء الديمقراطية..!
سلام..
https://telegram.me/buratha