المقالات

السياسي المُقَنَّع والكاتب القِناع..!

1829 2017-08-05

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ثمة تساؤلات؛ عن سر ندرة الساسة القادرين على كتابة آرائهم، على شكل مقالات أو دراسات وبحوث، وعن ما وراء لجوئهم الدائم؛ الى إعتماد أو توظيف كتاب بعينهم، للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، وعن ما يريدون قوله للجماهير.

تذكرت ويتذكر كبار السن منا؛ كيف كانوا يذهبون الى متعلم نسبيا، لا يتجاوز تعليمه الصف السادس الإبتدائي، ليكتبوا رسائلهم المرسلة الى أصدقائهم وذويهم البعيدين، حيث تبدأ تلك الرسائل بعبارات مكررة ملايين المرات، من قبيل؛ الى الصديق الوفي والدر الصفي، قرة العين ومهجة القلب.

الحقيقة أن العيب ليس في كاتب الرسالة، ولا في أصحاب الرسائل، فالكاتب لا يمتلك من أدوات غير الذي كتبه، وأصحاب الرسائل ، لا يمتلكون وسائل التعبير لأنهم أميين، لكن العيب بالمجتمع، حيث كانت الثقافة والتعليم؛ حاجة ثانوية قُدِم عليها الخبز!

بالشأن الذي نبحثه في هذا الموضوع، فإن إشكالية الكتابة كفن راق؛ حتى لو كانت رسالة من النوع الذي وصفناه؛ تبدأ بوقت أبعد من لحظة إمساك القلم، حيث تبدأ من بدايات تشكل الوعي، وليس من لحظة الحاجة الى التعبير عن فكرة ما، ومن لا يمتلك الوعي وأدوات التعبير عنه، لا يمكنه النعبير عن أفكاره، بطريقة سهلة وسلسة.

تفرض الكتابة سطوتها؛ لتتحول إلى صنعة، والصنعة ليست بعنوان المعاش، بل الصنعة بعنوان المعيش، حيث تبدو الكتابة في هذا التصوير؛ عملية خلق وليست عملية عيش، تمر بلحظات تردد وإحجام، وأحيانا نسيان أو تناسي، وتمر أيضا بلحظات تمرد على الخلق، وامتناع بل وكسر الأقلام!

لماذا لا يعرف الساسة الطريق إلى الكتابة؟!

المفكرون فقط؛ هم الذين يعرفون الطريق إلى الكتابة في الحقل السياسي، ونادرا ما يباشرون السياسة بعنوانها اليومي؛ باقي المنخرطين بالحقل السياسي، يتوفرون على ثقافة شفاهية بحدها الأدنى، لأنهم لا يعرفون طريقا لرقي الكتابة، لكنهم يتوفرون على قدر كبير، من مهارات الخداع والمواربة.

تحويل فكرة ما؛ إلى إلى سلاسل من العلامات والكلمات، ليست مهمة سهلة، ولا يستطيع مقاربتها كائن من كان، إنها بالحقيقة عملية نسج موقف، ينطلق من شيء نتحسس وجوده دوما؛ في مؤخرة الرأس، وهو ما لا يمتلكه إلا المبدعين، الذين لا يمكن تصنيف الساسة بينهم!

كلام قبل السلام: الأصوات تسمع وتضيع بالأثير؛ ولا تخلف إلا الطنين..!

 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك