المقالات

العراق؛ الجراح والبلسم..!

1640 2017-07-31

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com 

يرى بعضهم؛ وهم كثرة كاثرة تطرح آرائها، بلا كثير من تمحيص أو تدقيق، يتناسب مع كثرتها، أن الحقل السياسي يتجه أكثر نحو الانغلاق، وأنه يسير نحو المجهول المعلوم، وهو إنتهاء العراق كوجود، وذلك بتقسيمه الى عدة دويلات، كل دويلة يختص بها مكون بعينه..

هذه الآراء التي تجتاح وسائل الإعلام، وتتفشى بشكل لافت في مواقع التواصل الإجتماعي، لا تتوفر على القدر الكافي من الموضوعية، ولا تنتمي الى الى المعايير العلمية بالطرح، وذلك لأسباب واضحة، في مقدمتها أن مطلقيها لا يتوفرون على القدر الكافي، لفهم مجريات الأحداث، وإرتباطها بحركة التأريخ، وبالوقائع الجيوسياسية.

هؤلاء الذين يتحدثون برعب عن تقسيم العراق وفناءه، لا ينظرون أبعد من أرانب انوفهم، ولو بسطوا نظرهم أبعد قليلا، لشاهدوا حقائق الميدان، التي تجتث تفكيرهم السقيم؛ فالعراق يتعافى من كبوته يوما بعد يوم، وهو ينتصر بإضطراد متسارع، على الحلف الوهابي البعثي، الذي أخذ أسم تنظيم الدولة الإسلامية.

في ملمح آخر من ملامح فشل هذا التفكير السلبي، فإن أهم سمة سياسية للمرحلة الراهنة، هي استمرار القوى المجاهدة، بالعمل على رسم صورة جديدة إيجابية، واستمرار لعب دور الفاعل الرئيسي، في المحافظة على وجود العراق، ككائن حي عمره بعمر التاريخ، برغم أزمة سياسية عامة، رافقتها أزمة إقتصادية، صنعتها السياسات الخاطئة، التي مارستها الحكومات المتعاقبة منذ 2003، وفي ظل تفشي الفساد المالي والإداري والسياسي، وإحجام النخب عن القيام بدورها، بموقف حينا وبدونه أحيانا أخرى.

صحيح أن ذلك أفضى الى أهتزاز ثقة العراقيين، بالحياة السياسية ككل، وهو ما يترجم بتوجس وضعف التفاعلات الشعبية، مع حكومة العبادي، وليس في الأمر غرابة؛ أذا ما جرى تكرار التساؤل، حول ما إذا كانت عملية بناء الدولة تعيش أزمة.

الحديث عن أزمة الدولة، أو حتى ضعفها، هو تحليل غير دقيق، لأنه يقيم وضع الدولة من موقع وبآليات وبمنطق حزبي، وليس من موقعها ووفق أولوياتها هي، وهذا ما يجعل القوى السياسية كلما تعيش أزمة، تعتقد أن الدولة تعيش نفس الأزمة!

الحال أن الأمر ليس دائما صحيحا، لكن في حالتنا؛ ينبغي التأكيد على أن قوة الدولة، التي تحدثنا عنها ما هي إلا الوجه الأخر لضعف القوى السياسية، فكون الدولة تهيمن على الحياة السياسية وترسم ملامحها، فذلك دليل قوتها ونجاحها، بالإمساك بكل خيوط و تفاصيل الحياة العامة، على الأخص أقتصاديا وأداريا، مما يضمن استمراريتها، علما بان الاستمرارية هي الهدف الجوهري في الأنظمة، وليس تحقيق الأتفاقات السياسية، ذات الطبيعة التعاقدية؛ والتي ترتبط بها مصائر الحكومات والرؤساء...

الدولة العراقية قائمة بمؤسساتها، على الرغم من كل تداعيات المشهد المثيرة، والتاريخ القريب يعطينا نماذج لدول، أوشكت أن تموت، لكن نهضة شعوبها كانت البلسم الذي أعاد لها الحياة، فأنطلقت في عملية بناء وإعادة إحياء ما قيل أنه مات..

القوى المجاهدة، المتمثلة بفصائل المقاومة الإسلامية، والمتطوعين والحشود الشعبية، هي العناصر التي يتعين  قراءة دورها جيدا، في كل مرة يطلب منا فيها تعيين اتجاه هذا الحقل، آخذين بنظر الأعتبار؛ تغيرات الحقل السياسي ، الذي تتداخل فيه عناصر كثيرة.

كلام قبل السلام: الجاهل يؤكد، والعالم يشك، والعاقل يتروى..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك