المقالات

كيف حول الأكراد بغداد الى "جزدان"؟!

2314 2017-07-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com 

من المؤكد أننا نعيش لحظة فارقة في تاريخ العراق، وفيما مضى من وقت، كان ليس بين العراق والإنتهاء، إلا أمل بالنبلاء الذين لبوا نداء المرجعية، للدفاع عن وجوده ومستقبله، وبديهي أن للحظة التأريخ إستحقاقاتها، وللدماء الطاهرة التي تسيل دفاعا عن الوجود إستحقاقاتها أيضا، وهي إستحقاقات لا تنطبق بالضرورة، مع ما يسمى بالإستحقاقات المكوناتية والسياسية.

علاقات مكونات السلطة؛ تحتاج الى ضبط ومراجعة مستمرة، خصوصا أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية، تقتضي منا جميعا دون استثناء؛ النأي بالوطن عن الانزلاق نحو بؤر التأزيم، وتجنيبه ما من شأنه الزج به، في أتون الفتن والمخاطر.

لأربعة عشر عاما؛ كان الأكراد جزءاً من العملية السياسية، وكانوا بالحقيقة حاضرين بكل تفاصيل المشهد السياسي، فهم رؤساء الجمهورية، ونواب رئيس البرلمان، ونواب رئيس الوزراء، وهم نواب و وزراء وزارات سيادية مهمة، وهم وكلاء وزارات ومديرون عامون في السلطة المركزية بل كان منهم رئيس أركان الجيش، مع أنه ليس ضابط ركن، ولم يتخرج من كلية أركان!كل هذا إضافة الى شبه دولتهم في أربيل!

كان الأكراد أهم ركن بالسلطة المركزية بالحقيقة، وكانت وما تزال مفاتيح مهمة بأيديهم، ومنها مفاتيح خزينة الدولة، ومع ذلك كانوا يشكون دوما، من سوء علاقتهم ببغداد، وأن هذه العلاقة يسودها مشهد اللا ثقة، وأن بغداد لا تفي بتعهداتها لهم، مع أن مفاتيح بغداد بأيديهم! وأي فيتو منهم؛ يعطل أي قرار تود السلطة أو البرلمان إتخاذه.

لقد كانوا يحصلون دوما على ما يريدون وأكثر، بإتباع سياسة رفع سقف المطالب، وهي سياسة أثبتت فاعليتها، فأستعارها الساسة السُنة أيضا، ليطبقوها بسقوف أعلى من سقوف الأكراد!

فيما ينشغل العراقيون بالدفاع عن وجودهم، تجاه محاولة الإرهاب التكفيري إستئصالهم، فإن الساسة الأكراد، ومثلهم الساسة السُنة، لاسيما من يطمح منهم بإعتلاء ظهورنا أبدا، يحاولون التشبث بما يطمحون اليه، ولو بمزيد من تمزيقنا!

في ظل هذا الواقع الكاريكاتوري، وبسبب النموذج الديمقراطي الهزيل لبناء السلطة، تحولت «سلطة» بغداد الى «جزدان» مفتوح! يلبي حامله طلبات المبتزين دون أن يرف له جفن!

كلمة الحق يجب أن تقال؛ إذ أن أحد عناصر مشهد اللا ثقة؛ سببه ساسة بغداد أنفسهم، الذين يقفون اليوم على بغالهم متقابلين، دون أن ينزل أي منهم عن بغلته! تنافس لا شريف، إفراط في الخصومة، ذهاب بالخطاب السياسي؛ بعيداً عن ذلك المعهود في جميع الديمقراطيات، وسير باتجاه طريق الاحتقان، ولم يكن كل ذلك؛ إلا بغرض تحقيق أهداف لا تتوافق مع الدستور، أو مع أي مبدأ ديمقراطي، دون النظر إلى تداعيات ذلك، وانعكاساته على مستقبل بقاء العراق.

من لا يمتلك إلا مطرقة، يعتقد أن كل ما حوله مسامير!

كلام قبل السلام: (الجزدان) حافظة النقود الجلدية التي توضع في جيب السترة!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك