المقالات

دراكولا في بغداد

3198 2017-07-19

لم يعد دراكولا يعيش في الأنفاق المظلمة، ليخرج في الليل يبحث عن ضحية يمتص دمائها، وما عاد يخاف ضوء الشمس، فقد صار يركب سيارات مظللة ومكيفة تجول في شوارع بغداد، ولن يخش الوتد الخشبي أن يغرس في قلبه، فقد أصبح يملك جيوشا تدافع عنه . 

هكذا أصبحت مافيات الفساد وحوشا، تمتص دماء المجتمع وتعيث فسادا فيه، تلتهم المال العام وتشل حركة أمة كاملة، تنهب خيراتها وتنخر فيها وتلوث قيمها السامية، تمارس فعلها بكل يسر وسهولة، فهي عدو داخلي يخون ويغدر ويطعن في الظهر، يسير بين الناس يمتص دمائهم وينهب خيراتهم، فكانوا شركاء للإرهاب بل اشد منه فتكا . 

وبعد أن كان الفاسدون يمارسون عملهم في الظلام، وفي الغرف المغلقة خائفين وجلين، تطور جيلهم حتى أصبح اليوم وقد استولى على مقدرات الدولة، فصارت السلطة الحاكمة تحمي الكثير منهم وتسخر إمكاناتها للدفاع عنهم، وصار القضاء طوع أيديهم، فمن يحكم بالجرم منهم في الصباح يخرج بريئا في المساء، وسخروا أموال الفساد للتغني بهم وجعلهم أبطالا من ورق، وليجعلوا الشعب في غيبوبة، ينظر للسراق أمامه ويناديهم بالمصلحين !. 

وتعاون الإرهاب والفاسدون على بغداد، هذا يقتل أبنائها ويملأ شوارعها دما عبيطا، وجعل أيامها دامية، وهؤلاء استباحوا خيرها وغيروا معالمها، فعصاباتهم المنظمة استولت على كل شيء، وجعلته ملكا لها تتاجر فيه، ومشاريعها العمرانية بيد سماسرتهم يتقاسمون أموالها، فعطلوا بنيانها وأوقفوا الحياة فيها، ومدوا أذرعهم كالأخطبوط ليستبيحوا العراق كله، وأصبحوا يتفنون في ألاعيبهم التي لم ير العالم لها مثيلا . 

وأصبح الفاسدون يتفنون في مواجهة القوانين ومن يقف بوجوههم، بل صاروا يتهمون النزيهين والشرفاء بالفساد، مستخدمين قوتهم الإعلامية وجيوشهم الالكترونية، في تشويه سمعتهم والنيل منهم، يدعمهم المستفيدون منهم الذين أصابتهم جرثومة الفساد، ولوثتهم آفاته التي انتشرت وغيرت أخلاق المجتمع، فصار لايميز بين الصالح والطالح . 

فكان أن انتصر العراق على الإرهاب، ولكن الفرحة بقيت ناقصة ونحن نعاني من الفساد والمفسدين، الذين كانوا سببا في جلب الإرهاب وعونا له، فعلينا إكمال الفرحة وضرب رؤوس الفساد، والتصدي للأصوات العالية، التي تدعوا الى مكافحة الفساد لتتستر على مفسديها، فهل بإمكاننا اختراع الترياق الذي يخلصنا من دراكولا ؟ الذي إمتص دمائنا وعاث في الأرض فسادا . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك