المقالات

كلام عاقل في زمن الجنون.. أم العكس؟

1631 2017-07-10

 

تذكر أحكام الميراث وقواعده فيما تبين, أن الوارث ليس مسؤولا عن مشاكل الميراث الذي يصل اليه, أو ما أرتكبه المورث من أخطاء لجمع هذا الميراث. 

يؤيد ذلك المنطق, فيعتبر أن مدير مؤسسة, ليس مسؤولا عن الاخطاء أو الانحرافات, التي سببها وأحدثها المدير السابق.. لكن النهوض بتلك المؤسسة واجبه, و إلا لما تصدى لتلك المسؤولية وقبل التكليف؟ 

صحيح أنها ورثت تركة ثقيلة, من الازمات والمشاكل, بل ووضعا خطيرا, من الحكومة السابقة, كاد يذهب بالبلد الى نفق مظلم, يذكرنا بأيام سود عشناها, في عصور سابقة.. لكن هل يعفيها هذا حكومتنا, من مسؤولية العمل على معالجة كل ذلك؟.. وإلا لما تصدت للمسؤولية؟ وقبل من يشارك فيها التكليف؟ 

لا نتوقع أن يكون كل أعضاء الحكومة, بنفس الوطنية والإستعداد للخدمة العامة, لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع محاسبتهم على حد أدنى من ألاداء والجهد المقبول, بما يحقق للمواطن العراقي حياة كريمة, بمعايير مقبولة إنسانيا. 

روى لي أحد ألاخوان, ممن كان يخدم في الجيش العراقي, ضمن الخدمة الاجبارية, وأبان إحتلال العراق للكويت, أنه تكلم مع مواطن كويتي كبير في السن, عن الفساد المستشري, وسيطرة عوائل معينة, على كل خيرات الإمارة. 

كان نظام الطاغية قد شن حملة إعلامية كبيرة, حول فساد الأمراء, وغيرها من الأمور, ليبرر إحتلاله للكويت, وصدقها صاحبي.. فيقول أجابني الشيخ بما معناه" وما يهمني؟ فكل ما أريده أنا وعائلتي متوفر, وأعطتني الحكومة من الخير ما يفوق ما أريده, ومستقبل أولادي مضمون, والدنيا كلها تخدمني, ولا يوجد من لا يحسد الحياة التي نعيشها, فما يهمني ما يفعلون بالباقي؟!".. وكأن الحكومة رشت الشعب, بتقديم حياة مرفهة له مقابل سكوته, وولائه .. هكذا فهمها صاحبي. 

تذكرت الحكاية وأنا أتساءل.. إن كان يحق لنا أن نطالب حكومتنا, بحياة مماثلة, لما صوره الشيخ؟.. ولتعتبرها رشوة مثلا! 

الواقع أن توفير هذا المستوى المعيشي والحياة, ليس مستحيلا قياسا بما نملكه من خيرات, ربما في الظرف الحالي, يبدو هذا الكلام وكأنه ترف وبطر, وهو ليس كذلك.. لكن لنقلل سقف احلامنا قليلا, أفلا يحق لنا أن نطالب بحياة تحقق أدنى حدود الكرامة الإنسانية؟! 

هل هذا طلب صعب, ولا يصح؟ أم ان العالم هو الذي يسير بالمقلوب؟ هل المقارنة مع أوضاع دول مجاورة شيء معقول؟ 

هل نحن مجانين حالمون عندما نطالب بأبسط الحقوق؟ أم أن الدنيا هي من أصبحت مجنونة؟! 

كيف لو طالبنا بكل ما نحلم به, ونريده..وهو من حقوقنا؟! 

من المؤكد أننا سنتهم بالجنون..رسميا. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك