المقالات

ماذا إذا امتلكت السعودية سلاحا نوويا؟!

1964 2017-07-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

   ثمة سؤال فلسفي؛ يتعلق بأصل وجود الإنسان، وطريقة عيشه على الأرض، ويرتبط هذا السؤال إرتباطا وثيقا بمفاهيم الجهاد، وهو أيهما قبل: أن نعيش في سبيل الله، أو نموت في سبيل الله؟! بمعنى أدق هل أن الأصل أو الأولى؛ هو الحياة أم الموت؟!

   تنطوي الحياة على درسين لا ثالث لهما، أذا استطعنا أن نستوعبهما كليهما بكامل مفرداتهما، سننال علامات في امتحان نهاية الحياة، تؤهلنا لدخول حفرنا آمنين مطمئنين.

   الدرس الأول: أن الناس لم يُخلقوا ليكونوا أعداء، بل خلقوا "شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ولم يُخلقوا ليتعاركوا أو يتصارعوا، لذلك فإنك أذا حولت عدوك إلى صديق؛ فإن ذلك خير لك من أن تقتله، هذا هو الصواب؛ الذي لا مناص من اعتباره المعيار الوحيد الصحيح، في قبول الناس ما تقول وما تريده، وهذا بالضبط ما يسعى له المسوق الناجح لأفكاره.

   إن الذي يعتقد أن مبدأ الانتشار للأفكار والرؤى، يعتمد على مدى قدرته على مهاجمة الآخرين، محولا إياهم إلى خصوم، كما فعل الدين الوهابي؛ معتقدا أن ذلك وحده الأسلوب الصحيح, لإنتصار أفكاره وتسويقها، فقد فاته أن تخطئة الآخرين، دون خلق جو يوضح لهم ما يريد وما يبشر به من حلول، تحمل في طياتها ما ينفعهم، ويقدم لهم صورة طيبة عن معتقده, قد يحرمه مساندة وتأييد الآخرين، ويفقده قلوبهم وعقولهم..

   الدرس الثاني فيه؛ ثمة منفذين للمجتمع؛ يلج من خلالها إلى أرضية تخدم, وهي القلب والعقل، أو الغرائز والحكمة..وقد فاتت على أتباع الدين الوهابي هذه الحقيقة، فرأوا في توجيه الخطاب للغرائز مباشرة، أسلوبا لتوطيد رؤاهم وأفكارهم، محولين الحياة الإنسانية الى ساحة للصراع، وليس الى "التعارف" الذي أثبته القرآن الكريم.

   لو نظرنا إلى الخطاب الإسلامي السُني، الذي هيمن عليه أتباع الدين الوهابي, لرأيناه قد سيطر على قلب المجتمع السُني، بمخاطبة القلوب وغرائزها الحيوانية، وأهمل خطاب العقول ومآلاتها الإنسانية، ولو نظرنا إلى حال الواقع, فأننا سنكتشف المقدار الكبير؛ للعدوانية وثقافة التكفير في المجتمعات السُنية، ويكشف هذا عن أن العقول لم تعد تعمل كما يجب، بل بالواقع ماتت سريريا.

    لقد أفتقد هذا الخطاب الى الصيغة التبشيرية؛ وهي صنعة لا يجيدها سوى أهل الإيمان والتقوى، ولأنهم ليسوا من هذا الرهط، فإنهم يرون بلا تراجع؛ بأن غيرهم على خطأ، وأنه يجب التخلص منهم بالقتل.

    كلام قبل السلام: ثمة سؤال أكبر؛ ماذا سيكون مصير البشرية، إذا أمتلكت السعودية موطن الدين الوهابي سلاحا نوويا؟!

 

    سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك