قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
بدأ لإبد من القول؛ أنه ملعون من يقف أمام حق تقرير المصير، لأي إنسان على وجه الكون، لكن البشرية كلها تقف ضد"حق" أي فرد بالإنتحار، ويستحق التمجيد والشكر، كل من يمنع من يحاول الإنتحار!
فهل تُعَدُ محاولة القيادة الكوردية الراهنة، إنشاء دولة للشعب الكوردي، ممارسة لحق طبيعي أم محاولة إنتحار؟!
الدولة وحدة سياسية؛ تمارس السيادة على إقليمها من خلال المؤسسات، وتقيم العلاقات مع مثيلاتها من الدول، وتسعى لنيل الشرعية والشخصية القانونية الدولية.
معلوم أن قيام دولة جديدة؛ يتطلب توافر المقومات الرئيسة للدولة، أي وجود إقليم جغرافي، بحدودٍ واضحة معترف بها من قبل الدول الأخرى، ووجود شعب يقطن هذه الأرض، ويرتبط بها بارتباط الجنسية، التي تعرّفها منظمة العدل الدولية؛ بأنها “رابطة قانونية قائمة أساساً؛ على رابطة إجتماعية وتضامن فعال، في المعيشة والمصالح والمشاعر، مع التلازم بين الحقوق والواجبات”، إضافةً إلى سلطة سياسية، تنظم تفاعل السكان مع الأرض، وعلاقة الدولة بالخارج.
مقومات بناء الدولة مصفوفة متراصة، إن حصل تخلخل فيها، أو غاب أحد مكوناتها، تتراجع إمكانية قيام الدولة، وتبتعد هذه الإمكانية كلما إزداد عدد القمومات المفقودة.
تنظيم داعش أيضا؛ أمتلك بعض مقومات الدولة، ولذلك أعلن عن نفسه كدولة، فقدأمتلك القوة العسكرية، التي مكنة من السيطرة على جغرافيا واسعة، ومع سيطرته على مناطق غنية بالنفط في سوريا والعراق، بات يمتلك مقومات اقتصادية ذاتية، إلى جانب ما يمكن أن يتلقاه من جهات خارجية، والشكوك حول ذلك كثيرة. ولكن من جهة الشعب، فإن البيئة الحاضنة لأفكار “الدولة الداعشية”، لا ترتقي إلى درجة الحديث، عن شعبٍ مشكلٍ لأهم أركان الدولة.
القيادة الكوردية الراهنة، تمتلك البنية العسكرية، التي أعتقدت أنها توفر لها، السيطرة على الجغرافيا بحدودٍ معينة، هي حدود أرض الميعاد الكوردي، أو ما أصطلحوا عليه بالـ"كوردايتي"، والمشكلة أن هذه البنية، هو "كل" ما تمتلكه القيادة الكوردية في الوقت الحاضر.
خطوة “داعش” كان يمكن أن تؤدي؛ إلى فرض أمرٍ واقعٍ على الأرض، ولذلك وجد البارزاني في ذلك فرصته التاريخية لتحقيق حلم الانفصال، وأعتبر أن الوقت قد حان، لإعلان الدولة الكردية المستقلة، لكن تهاوي داعش، وفشلها في توفير حد أدنى من بنية الدولة، برغم توفر كثير من عناصر الدولة لديها نظريا، يجعل إمناني بارزاني بإنشاء دولة في الوقت الحاضر؛ في مهب ريح الرفض الدولي والإقليمي.
كلام قبل السلام: القوة وحدها لا تصنع دولة، نعم يمكنها حماية دولة قائمة؛ ولكن بشكل محدود ايضا، وكثير من الدول أختفت بسبب خسارة حرب، وليس معلوما أن القيادة الكوردية، ستستطيع حماية دولتها القادمة، بقدراتها العسكرية الراهنة، إذا ما واجهت مخاطر الرفض الأقليمية، وهي مخاطر معلنة من قبل اربع دول، تحيط بإقليم كوردستان إحاطة السوار بالمعصم..!
سلام..
https://telegram.me/buratha