قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
تغلف للعملية السياسية، قشرة خارجية براقة مضللة أحيانا، وسوداء حالكة في أحيان أخرى، لكن كلتيهما يقود نحو الركون لمعطيات اللعبة الانتخابية، التي لا تقودها؛ اشتراطات الحق والحقيقة والعدالة، بل التسابق اللا أخلاقي نحو صناديق الاقتراع .
الناخب العراقي ولوعيه السليقي؛ أكتشف هذه اللعبة مبكرا، ربما منذ أول ممارسة انتخابية لنا، حيث توالت على مراكز التمثيل؛ شخصيات وقوى غير جديرة بهذا الشرف، لكن قوانين الانتخاب وفرت لهم فرصة لا يستحقونها؛ فاستغلوها أيما استغلال؛ وتصدروا المشهد دون إستحقاق، وفي غفلة من الزمن.
النتيجة أن ذلك أشاع في أوساطنا الشعبية؛ قنوطا ويأسا واضحين، بيد أنه يتعين أن يكون القنوط واليأس؛ سببا أو مقدمة كبرى؛ لصناعة جيل جديد من الساسة أجدر بشرف تمثيلنا، لاسيما أننا اليوم إزاء فرصة أفضل للوصول الى هذه النتيجة، لأن الأدوات التي بيدنا أكثر قدرة على إيصالنا إليها.
القانون الانتخابي؛ الذي جرت بموجبه عمليات الإنتخاب السابقة، سيتغير وبلا شك سيكون التغيير إيجابيا، إذا أحسنا إسثمار اللحظة التأريخية، واستطعنا فرض ما نريد، بحيث لا يمكن تحويل أصواتنا الى من لم ننتخبهم، وإذا ذهبنا الى صناديق الاقتراع؛ وفي رؤوسنا أسماء بعينها، ستخرج النتيجة مثلما نريد، لا كما يريدون.
مفوضية الإنتخابات الحالية سترحل لا محالة، وإذا أصرت على البقاء، أو ناورت الكتل السياسية المستفيدة من وجودها لإبقائها، فإن مشكلات لا يمكن توقعها ستحصل، وربما سيؤدي ذلك الى عدم إجراء إنتخابات مطلقا، أو ستؤجل الى إشعار آخر، الى زمن أبعد من ما يتوقع الساسة.
ستضيق ايضا والى حد كبير؛ مساحة المناورة أمام القوى السياسية المعتقة، وإذا كانت هذه القوى؛ ترى أن من المناسب لها متابعة البقاء في الصورة، والبحث عن فوز في انتخابات حرة ونزيهة؛ بناءاً على سجلها السابق، فهي أمام مهمة محكومة بنتائج متواضعة، تبعا لتواضع عطائها على الأرض، والعكس صحيح.
بلحاظ أن أكثر الاستراتيجيات الانتخابية مخالفة للقواعد؛ هي ألأكثر فاعلية، وأن القوى السياسية، ولكي تفوز بقلب الناخب لا عقله، ستلجأ الى عددا من الاستراتيجيات اللا أخلاقية لتحقيق غاياتها، مثل إستراتيجيات الكذب على الناخبين؛ والرشوة والإثارة والتسقيط السياسي، وتشويه سمعة المنافسين، بوسائل تهدف الى منعهم من الحصول على أصوات.
بالمقابل فإن هذه القوى، ستجد نفسها أمام تحديات عديدة، ليس أقلها خسارتها لجمهورها الثابت، بل وحتى لتنظيماتها الحزبية، لأنها فشلت في تحقيق آمال الجمهور، وأدارت ظهرها لتنظيماتها، التي باتت محرجة أمام الجمهور.
كلام قبل السلام: معظم القوى السياسية التقليدية فقدت حتى ظلالها، حتى بوجود شمس العراق الساطعة!
سلام...
https://telegram.me/buratha