المقالات

فلسفتي بين عين الإبصار وعين البصيرة-ج2

2142 2017-06-03

 

توقفنا في الجزء الأول عند .. وكذلك كيف اهتدى الناس إلى الخلافة, هل كانت مجرد صدفة , أم كانت هناك مقدمات, وأدلة قطعيه لمثل هذا الموضوع. 

وتعني الخلافة : هو كل شخص ينٌوب عنه شخص آخر سْمّي بخليفته, ولكن بشرطها وشروطها, أي يجب أن يحمل نفس المؤهلات, من ناب مكانه, وعلى سبيل المثال, والمثل يضرب ولا يقاس به , هل يجوز أن ينوب عن النجار خباز, فهل نستطيع وصف, الخباز نائبا عن النجار, عرفا لا يجوز ذلك, هذه القاعدة العرفية تعُمّم على بقيه الأمور واقصد, هنا أنه لا يُنوب عن النبي, ألا نبي مثله , أو وصي , يحمل صفات النبوة وهي دون النبوة ذاتها, والوصي هو اختيار ألاهي , وليس اختيار وقع ضمن رغبة نبي أو صلته به, فلا مجامله في ذلك , وكذلك لا يحق لأحد, أن يختار, دون اختار النبي , فهو أولى بأنفسهم منهم, وكذلك ورد في قوله تعالىَّ : ﴿ إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾سورة المائدة الآية( 55( , وهنا لا أريد إثبات الواضحات, ليس من المعقول, أن يرحل النبي (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم) من هذه الدنيا دون وصيه تذكر, وكأن هذه الأمة تعرف طريق الخلاص , دون الرجوع إلى النبي أو إلى من يمثله, وهناك سورة في القرآن الكريم تجعلك تقف عندها متأملا , وأهدافها التي لم تتحقق بعد, هل نزلت لتخفف عن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله وتواسيه, أم نزلت لتخبرنا أن العدالة الإلهية قادمة لا محالة, وإن طال بها الزمن, وتأخرت عن التحقق, فالله وعّد نبيه بالنصر ولو بعد حين, كما في قوله تعالى : (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ﴿١﴾ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّـهِ أَفْوَاجًا﴿٢﴾ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴿٣﴾) سورة النصر, لم يحدث الفتح الكبير , وفتح مكة لا يعتبر انجازا عظيما جدا,رغم أهميته في تلك الفترة, ولكن ليس بمستوى وحجم الرسالة التي جاء بها, ولم يدخل الناس جميعا, أفواجا في دين الله, إذا هذه السورة لّحد الآن, لم تتحقق , وكذلك قوله تعالى (لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) سورة الأنبياء الآية (105) وهذه أيضا من المفترض أن يرث الأرض عباد الله الصالحون , هل تحقق ذلك , طبعا الجواب لا, وكذلك قوله تعالى (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)سورة القصص الآية (5), وهنا أيضا هل يحكم الأرض المستضعفين, وهل أصبحوا ائمه , إذا هو إخبار , بأمر عظيم مستقبلي, لم يحدث بعد , إذا نبوءة القرآن لم تتحقق بعد, وأحداثه لم تكتمل, ونبيها رحل , إذا من يكمل المسيرة , ومن يحقق أهداف القرآن, في نظرية العدل الإلهي, إذا لا زالت الشمس خلف السحاب, تتمثل برجل الإصلاح العالمي, ورغم كل ما أحاط بهذه الشخصية من غموض, ولكن كل هذه الآيات تشير إلى وجود مخلص أو منقذ عالمي أو قائم بالأمر , فسمه ما شئت, فالهدف منه تحقيق ما أحب الباري , ألا وهي معرفته , أختم قولي بهذه الرواية, (عن عليّ بن عليّ الهلالي(1)، عن أبيـه، قال: 

" دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في الحالة التي قبض فيها، فـإذا فاطمـة عنـد رأسـه، فبكـت حتّـى ارتفـع صوتهـا، فرفـع رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (طرفـه إليها)، فقال: 

حبيبتي فاطمة! ما الذي يبكيك؟! 

فقالت: أخشى الضيعـة من بعـدك. 

فقال: يا حبيبتي! أما علمتِ أنّ الله عزّ وجلّ اطّلع على أهل الأرض اطّلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته، ثمّ اطّلع اطّلاعة فاختار منها بعلكِ، وأَوحى إليَّ أن أُنكحك إيّـاه. 

يا فاطمة! ونحن أهل بيت قد أعطانا الله عزّ وجلّ سبع خصال لم يعطِ أحداً قبلنا ولا يعطي أحداً بعدنا، أنا خاتم النبيّين، وأكرم النبيّين على الله عزّ وجلّ، (1) وأنا أبوك، ووصيّي خير الأوصياء وأحبّهم إلى الله، وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وأحبّهم إلى الله، وهو حمزة بن عبـد المطّلب عمّ أبيك وعمّ بعلك، ومنّـا مَن له جناحـان (أخضران) يطير في الجنّـة مع الملائكة حيث يشاء، وهو ابن [ عمّ ] أبيك وأخو بعلك، ومنّا سـبطا هذه الأُمّـة، وهما ابناكِ الحسـن والحسـين، وهما سـيّدا شـباب أهل الجنّـة، وأبوهما والّذي بعثني بالحـقّ خير منهما. 

[ يا فاطمـة! ] والذي بعثني بالحقّ! إنّ منهما مهديّ هذه الأُمّـة، إذا صـارت الدنيـا هـرجاً ومـرجاً، وتظاهرت الفتن، وتقطّعت السـبل، وأغـار بعضهـم على بعض، فـلا كبير يرحم صـغيراً، ولا صـغير يوقّـر كـبيراً، فيبعـث الله عنـد ذلك منهمـا مـن يفتـح حصـون الضـلالـة وقلوبـاً غلفـاً، يقـوم بالدين في آخـر الزمان (كما قمتُ به في أوّل الزمان)، ويملأُ الأرض عدلا كما ملئت جـوراً. 

يـا فاطمـة! لا تحـزني ولا تبكـي، فـإنّ الله عـزّ وجـلّ أرحـم بـك وأرأفُ عليـك منّـي، وذلـك لمكـانـك منّـي وموقعك مـن قلبـي، قـد زوّجك الله زوجَـك وهـو أعظمهم حسـباً، وأكرمهـم منصـباً، وأرحمهـم بالرعيّـة، وأعدلهـم بالسـويّـة، وأبصرهم بالقضـيّـة، وقد سَألتُ ربّي عـزّ وجـلّ أن تكوني أوّل مـن يلحقني مـن أهـل بيتي. 

المعجم الكبير 3 / 57 ـ 58 ح 2675، المعجم الأوسط 6 / 409 ح 6540، تاريخ دمشق 42 / 130، عقد الدرر: 151، البيان في أخبار صاحب الزمان: 478، فرائد السمطين 2 / 84 ح 403، مجمع الزوائد 9 / 165(. 

أبقوا معي الإنسان مدار الحديث 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك