قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
مرة أخرى؛ نتحدث عن موضوع ما أصطلح عليه بالتسوية السياسية، وكنا في مقاربة سابقة؛ قد توصلنا الى أن الزمن يجري بين أيدينا، وأننا أمام زمن مضغوط بالإستحقاقات، التي تجعل التسوية خارج الممكن.
في هذا الصدد؛ ثمة من يقول أن عنق الزجاجة الذي نحن فيه اليوم، إثبات على عدم جدوى الديمقراطية لنا، وعلى عدم قابليتها للتأقلم، مع المساعي التي تنادي بضرورة التحديث السياسي؛ بمشاركة جميع الفرقاء السياسيين، وهو أمر شبه مستحيل.
هل نحن بحاجة الى جراحة سياسية قوامها تصحيح المسار الديمقراطي؟ سؤال كبير بحجم ما خلفه الماضي؛ للحاضر والمستقبل من مشكلات، ومن المؤكد أن الأجابة عنه، ليست يسيرة لكنها ممكنة!
بدءا؛ فإن الحوار كأسلوب حضاري، يتم اللجوء إليه لحل الإشكاليات المطروحة، لتجاوز العقبات القائمة، وتذليل الصعاب بين كافة الأطراف، وفقا لضوابط ومؤهلات، حسب ظروف الزمان والمكان، مهما كان مصدرها ومرجعيتها الإيديولوجية وخلفيتها المكوناتية.
الحقيقة أنه لا يمكن للدولة؛ أن تستقرعلى نظام، يعكس الإرادة العامة لشعبها ويكفل له الاستقرار، دون المرور بمسيرة طويلة، من التطورات السياسية والدستورية، تشهد خلالها أحوالا متقلبة، وتُجَرَب نُظُما مختلفة دستوريا وسياسيا، نتيجة اختلاف الظروف والعوامل التي تحيط بها، حيث لا يمكن أن تظل الدولة محكومة بنظام واحد، دون أن تخضع لسنة الحياة، التي تفرض التغيير والتبديل.
توضع النظم تحت التجريب لأمد محدد، لأن جعل التجارب الى آجال منظورة، بات من الأمور المنطقية في عالم السياسة، فالنظام الذي يلائم شعب في وقت من الأوقات، قد لا يلائمه في وقت آخر، فضلا عن أن لكل مجتمع مفهومه الخاص، لطبيعة نظام الحكم الذي يريد أن يخضع له.
يتعلق هذا المفهوم تطبيقيا بالزمن؛ الذي إن لم يستثمر أستثمارا صحيحا فأنه يسحقه الآمال والنوايا، إذ تنشأ رغبات ونيات أخرى، بنشوء أجيال أجتماعية جديدة.
عادة ما يستمد النظام السياسي في كل وقت شرعيته، من تقاليد المجتمع وظروفه، والعوامل التاريخية والاقتصادية والسياسية، التي تحيط به وتتحكم فيه، كما أن التطورات والتغيرات السياسية؛ لأنظمة الدول المتجاورة، قد يكون لها تأثيرا في الأنظمة السياسية للبعضها بعض، الأمر الذي يعطي الانطباع، بوجود قنوات للتأثير المتبادل، ولو بشكل غير مباشر بين أنظمتها السياسية.
لأن الزمن أفضل حلال للمشكلات، فإننا وطيلة السنوات الأربعة عشر المنصرمة؛ شكنا نشهد تصاعد التوترات ونزولها الى الشارع، لكن غالبا ما يتراجع تأثيرها بعد فترة من الزمن، ويعود جميع الفرقاء السياسيين الى خيار الحوار؛ كأسلوب حضاري لابديل عنه لسد الثغرات، وتضييق الهوة القائمة بينهم.
برهنت على ذلك؛ مجمل الأحداث التي شهدناها، وهي محطات تاريخية؛ في مسيرة بلد مرتبك دوما، من ناحية التجربة السياسية، بسبب كثرة الأحداث، وصناعتها خارج تأثيرالتاريخ.
كلام قبل السلام: في ذاكرتنا الجماعية كشعب متعطش إلى التغيير والتجديد، فإن سمتنا الأساسية قلة الصبر..!
سلام..
https://telegram.me/buratha