المقالات

الدولة اللص..!

1748 2017-05-27

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    الفساد كان موجود منذ زمن قديم، وهو صفة مرافقة للدول والإدارت منذ عرفتها البشرية، ولكنه لم يكن بمثل ما هو عليه في زماننا هذا، نعم كان موجودا؛ لكنه لم يكن بمثل هذه الحدة أو العلنية، بل لم يكن مشرعنا مثلما هو عليه الآن.

    الفساد ليس إداري فقط، أو مالي فحسب، مثلما يتبادر الى أذهان الناس دائما، وهو أشد أنواع الظلم وطأة على الشعوب، ويثير لديها مشاعر الغضب؛ أكثر من أي مسببات أخرى، فقد يرضى الناس بالفقر لحين، إذا اعتقدوا أنه واقع غير ناجم عن ظلم، لكنه سيكون مصدرا للغضب، أذا لم يكن "واقعا" بل كان "بفعل فاعلين".

    يكون "فعل الفاعل" أشد وطأة وظلما، أذا نتج عن ممارسات الدولة، لأن مفهوم الدولة "الأب" لم يغادرنا بعد، لكن بدأ يحل محله مفهوم الدولة "اللص"؛

    الفساد ليس أخطاء إدارية فحسب؛ إذ ثمة حدود لأخطاء الأدارات، وثمة مستويات لضعفها؛ الناتج أما عن قلة التجربة والتدريب، أو لضعف التخطيط، أو لقلة التمويل، أولعدم تناسب الأجور مع الجهد، الموضوع أخطر من ذلك بكثير، وسيحتاج الفساد الى تسمية أخرى، بعدما تغول وخرج الى العلن، وسيمكننا أن نسميه ما شئنا من الأسماء، خصوصا بعد أن أضطررنا، الى إنشاء عشرات الأجهزة المعنية بمكافحته، ونكتشف  صدفة أنه قد أستطاع إبتلاع تلك الأجهزة، وأنه تمكن أن يطبعها هي الأخرى بطابعه الأسود!

    سنحتاج أن نبحث في مختار الصحاح، عن تصريف جديد لفعل ثلاثي أساس مادته (فـ سـ ـد )، ونحن نرقب العجز الفاضح للمخلصين أزاءه، ونحن نرقب التكاسل المشين، للجهات المعنية بمكافحته، وسنبقى عاجزين ولا نجد إجابات نقنع أنفسنا بها، عن مدى مصداقية محاربة الفساد، رغم (المانشيتات) العريضة على صفحات الجرائد، التي تتحدث عن مكافحته بإسهاب.

    شعور المواطنين نحو منظومة الفساد؛ بات يتصاعد يوما بعد يوم، وبدأ بالتحول حثيثا؛ من مجرد الاشمئزاز والاحتقار تجاه منظومة الفاسدين، بعدما أتخذت المنظومة أسم دولة، إلى الإحساس بمرارة الظلم المسلّط عليه، جراء سرقة قوت أولادهم، ومستقبل صحتهم وتعليمهم؛ بعد النهب شبه المنظم، لثروات البلاد وأموال الشعب.

    كلام قبل السلام: بعد تغول الفساد؛ فإن الفاسدين، سواء كانوا أفرادا مبعثرين؛ أو جماعات منظمة، إنما يسرقون حقّنا في حياة كريمة، أو الحدّ الأدنى المعقول من وسائل العيش على الأقل..!

 

    سلام..  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك