المقالات

الفوضى عدونا الداخلي

1554 2017-05-26

عمد الاحتلال الأمريكي عند دخوله للعراق عام 2003, الى خلق الفوضى وإنهاء أركان الدولة التي تقوم عليها, ومنها حل الجيش العراقي وجعل أسلحته هباءا منثورا, حيث أصبحت لها سوق رائجة للبيع والشراء, بعد إستيلاء القوات الأمريكية على الجزء الأكبر منها, وهرب معظمها الى خارج العراق . 

ونتيجة لهذه الفوضى, انتشرت العصابات المسلحة والجريمة المنظمة في صفوف المجتمع العراقي, ثم دخل الإرهاب الى العراق متمثلا بالقاعدة ثم داعش, مستغلا ضعف المنظومة الأمنية للدولة متمثلا بالجيش والشرطة, والتدخل السياسي السلبي في تطبيق القانون, فكان الاستعانة بتشكيلات غير قانونية أو دستورية, منها الصحوات وتسليح العشائر بأسلحة حديثة, مما زاد الطين بلة وجعل الكثير من أسلحة الدولة, التي استوردت بأموال العراقيين, تذهب بيد الإرهابين الذين استخدموها لقتل الشعب العراقي . 

عندها انتفض العراقيون, ملبين دعوة المرجع الأعلى السيد السيستاني "دام ظله", ملتحقين في صفوف الحشد الشعبي بمختلف فصائله, يدافعون عن وطن استباحه الإرهاب وعاث فيه فسادا, قدموا دماءا طاهرة مازالت تسيل, تسقي أزهاره الذابلة لتورق من جديد, وتروي قصة رجال عشقوا وطنهم, فجادوا بأغلى مايملكون من اجل ألا تهان حرة من نسائه, ولايستباح شبر من أرضه, ولينام أطفاله مطمئنين, لاتخيفهم خفافيش الظلام . 

فبتنا اليوم على أعتاب النصر النهائي, وتحرير آخر أراضينا المغتصبة من قبضة هذا الإرهاب الأسود, ولكن التحدي الأكبر والانتصار الأهم سيبقى مؤجلا, لان هناك عدو داخلي لم نتوجه إليه, مازال يهدد كيان دولة لم تثبت احد أهم أركانها, وهو سيادة القانون والالتزام به, فبناء الدولة لايستقيم إلا إذا أصبح هناك قانون يدير مفاصلها, ويكون الالتزام به له الأولوية الأساسية, فبضعفه تعم الفوضى وتتوقف عجلة الحياة, لذلك يجب أن تكون حربنا القادمة, على الفوضى والتجاوز على القانون . 

وبالتأكيد فان الشريحة الأهم في الدولة والمجتمع العراقي, التي يجب أن يستهدفها فرض القانون, هم شريحة المقاتلين سواء كانوا جيشا أم شرطة أم حشد شعبي, فلا يجوز حمل السلاح خارج إطار الدولة أو خارج مؤسساتها, فعندما يلتزم الجميع بالقانون سوف يتم فرز العصابات الإرهابية والطفيليين وغير المنضبطين, الذين يحسبون أنفسهم ظلما على المقاتلين الشرفاء, الذين دافعوا عن وطنهم وضحوا من اجله, حتى ان بعض هذه العصابات أصبحت تقاتل الشرطة والجيش والحشد, مستغلة الظروف التي يمر بها العراق, وانشغاله بمحاربة الإرهاب . 

فلا نصر على داعش, إلا بانجاز النصر الأهم على العدو الداخلي, الذي هو الفوضى وضعف الالتزام بالقانون, ومتى ماتحقق ذلك عندها سنقول بأننا دولة, تسيطر على شؤون البلاد وقادرة على حماية أبنائه, في مجتمع آمن ومستقر . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك