قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
لم يحصل أن نالت مؤسسة من مؤسسات ما بعد 2003؛ من سهام النقد والهدم والتجريح، مثلما نالته مؤسسة الحشد الشعبي، والأسباب في ذلك مرة شكلية، وأخرى موضوعية..
في الشكل والمضمون؛ فإن الحشد نتاج خانق ضيق وجد الوطن نفسه فيه، وكان لابد أن ينتفض أبناء الوطن، لإخراج وطنهم من هذا الخانق، وكانوا بحاجة الى من يرسم لهم طريق الرشاد، فكانت فتوى المرجعية الدينية المباركة، التي رسمت خارطة طريق الخلاص.
المرجعية الدينية لم ترم حجارة في ليلة ظلماء، فهي حينما أصدرت فتوى الجهاد الكفائي، كانت على إطلاع مسبق بالقضية التي من أجلها أصدرت فتواها، كما كانت أيضا على معرفة بحجم الإستجابة لفتواها، ولذلك فإنها كانت مرتاحة بل متيقنة من إيجابية لنتائج.
لذلك كانت فتواها من النوع الكفائي، على قاعدة"وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " وليس من النوع العيني، على قاعدة "انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ".
لقد تزاحمت السكك بالرجال في أول أيام الفتوى، وبلغ العدد قرابة ثلاثة ملايين متطوع، هذا والفتوى من النوع الكفائي، فكيف بنا إذا كانت الفتوى عينية؟!
هيئة الحشد الشعبي بنية مؤسسية، أستعوبت الرجال الملبين لفتوى الجهاد الكفائي، وكان إنشاؤها وفق الوصية العلوية الخالدة، التي كانت بياناً مقتضباً؛ يبقى خالداً على مدى التاريخ، وقد تمّ انتخاب فقرات هذا البيان بدقّة متناهية من قبله (ع)، وهو يوصي في لحظات فراقه الأخير؛ ولديه الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام،«وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً».
الخطاب العلوي الخالد، كان موجّهاً إلى ولديه الإمامين عليهما السلام، إلا أنّ وصيّته عليه السلام، عامة تشمل الشعب المسلم كله، بينما العبارات التالية يقولها أمير المؤمنين (ع) بصورة عامة، فيقول:«أُوصِيكُمَا، وَجَمِيعَ وَلَدِي وَأَهْلِي وَمَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي، بِتَقْوَى اللهِ»، وبعد الوصية بالتقوى مجدداً يقول (ع): «وَنَظْمِ أَمْرِكُمْ».
هيئة الحشد الشعبي وسيلة عقلائية لنظم الأمر، وبغيرها نذهب الى الفوضى، فتتبعثر الجهود، ويسير الرجال الى القتال، بلا ضابطة تضبط جهادهم، وبلا توجيه أو قيادة، والنتيجة ستكون ضياع الهدف وخسارة المعركة وفقدان الرجال.
الذين يجرحون بالحشد الشعبي، تشكيلات ومقاتلين، قادة وموجهين، يبغون بالحقيقة؛ الوصول الى نقطة ضياع الهدف وخسران المعركة وفقدان الرجال.
كلام قبل السلام: المؤلم أن بين الناقدين والمجرحين، سكاكين خاصرة شيعية..!
سلام..
https://telegram.me/buratha