قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في الأخبار أن مفوضية الأنتخابات، وهي مؤسسة موضع شك لدى كثيرين، وموضع جدل لدى البقية الباقية، منحت إجازات تأسيس عدد من الأحزاب، يربوا على ثلاثين حزبا وحركة سياسية؛ والحبل مازال ممدودا على الجرار!
للأنظمة السياسية آجال من العمر تمر بمراحل عدة؛ تشابه الى حد كبير، المراحل التي يمر بها الأنسان في رحلة عمره.
يبدأ النظام السياسي عمره بمرحلة الطفولة، وهي مرحلة التأسيس وبناء قواعد؛ تؤهلها لتحمل عبيء المراحل اللاحقة، ثم تتوالى المراحل، لكنها جميعها تعتمد على البنيان الأساس، أي على بدايات التأسيس.
إذا كانت تلك البدايات صحيحة، وسليمة قوية، ونشطة، فاعلة ليست متعثرة، يكون فيما يلي من وقت؛ مفتاحا يسهل المضي قدما في بقية المراحل.
ما حصل عندنا؛ أننا أمضينا أاربعة عشر سنة وفوقها عدة أيام، ولم تكتمل لدينا عملية التأسيس، بل ما زلنا في مرحلة طفولة النظام السياسي، ومن المعلوم أن مرحلة التأسيس؛ ميدان رحب للفساد وجني المنافع، للفاسدين والمنتفعين من الساسة الطارئين، ولذلك تراهم يعملون بلا كلل على إطالة زمن هذه المرحلة؛ بغية الإستمرار في حلب الوطن.
لقد أتقن مرتزقة السياسة أساليب الخداع، وباتوا خبراء في فن التثعلب، فقد توفروا في السنوات الأربعة عشر المنصرمة على مهارات عجيبة، إكتسبوها بعضهم من بعض، وأكسبوها بعضهم بعض، ومن بين أكثر تلك المهارات إثارةً للقرف والإشمئزاز، تبقى "مهارة" تبديل الجلود في المقدمة..!..
في قضية تشكيل الأحزاب السياسية، وبأعداد ضخمة كما هو متوقع، فإنه رافق ذلك تبديل كثير من المنخرطين في الحقل السياسي جلودهم، بعض عمليات نزع الجلود؛ تحركها دوافع موضوعية أو اضطرارية، كغياب الديمقراطية داخل الأحزاب والقوى السياسية، أو عدم انسجام قناعاتهم السياسية؛ مع خطط الكتلة أو الحزب السياسي الذي ينتمون إليها.
نازعو الجلود؛ كانوا ومازالوا بدوا رحلا، طلبا للعشب والكلأ لجمالهم، فهم تحركهم دوافع انتهازية، لا علاقة لها بالمصلحة العامة، التي يكثرون الحديث عنها بمناسبة أو بغيرها، وهم لكل مكان ينتقلون اليه؛ يرتدون ثوبا يلائمه، لكنهم سرعان ما يرمونه، ويلبسون ثوبا آخرا، اشتروه من سوق البالات السياسية، دون الخوف من أن يصابون؛ بالجرب السياسي والفطريات السياسية، لأنهم أنفسهم بالحقيقة فطريات سياسية.
كلام قبل السلام: هذا واقعنا فليفهمه من له بقية عقل..!
سلام..
https://telegram.me/buratha