قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
قرأت قبل يومين منشورا لزميل عزيز، حاول فيه تقديم إستعراض لمنجزات عهدنا الجديد، الذ ي شرعنا به منذ 2003 وما نزال فيه، وأنا أقرأ هذا الأستعراض، الذي أجهد فيه نفسه في تعداد الأبنية والمنشآت الجديدة، والجسور والطرقات، وتطور إنتاج الكهرباء والماء الصافي، وقارب دخل الفرد العراقي، راودني شعور بأننا شعب ظالم لحكومته، وأنه كان من الأجدر بنا، التسبيح لدولتنا العتيدة في تعقيبات صلواتنا!
لكن زميلنا لم يقارب الفساد في منشوره، الذي كتبه وهو محمل بالنوايا الطيبة، بغية تخفيف الإحتقان بين الدولة والشعب، الذي يعد فساد الدولة سبب الإحتقان الرئيس؛ إن لم يكن السبب الوحيد.
لكي نسحب فتيل الأزمة بين الدولة والشعب، ولكي تثبت الدولة أنها ليست مؤسسة فاسدة، أتسائل؛ ويتسائل معي جمهرة واسعة من المواطنين، ونقول: ما الذي يمنع مسؤولا في الدولة، حينما يخفق في مجال عمله، أن يقدم الإعتذار مرة واحدة على الأقل؟!
ها.. ما الذي يمنعه؛ ولو بصورة إيضاح يقول فيه: أن ما يجري فوق طاقتنا، ونرجوكم أيها الشعب؛ أن تساعدوني في الملف الذي أديره..ها؛ ما الذي يمنع؟
نعيد نفس السؤال على الدولة المؤسسة، وليس على الدولة الأشخاص، ولكن بصيغة أخرى: ما المانع أن تسمي ألأشياء بأسمائها؟ على الأقل كي ترفع الحرج عن نفسها، بل ولو من باب تحديد المسؤولية، كأن تقول أن الإخفاق في الملف الفلاني؛ يتحمله المسؤول العلاني، أو أن توسع دائرة الإتهام فتقول؛ أن الإخفاق يتحمله هو ومجموعة مساعديه.
في هذا الصدد؛ فإن لدى الدولة وسائلها التي تعمي الأبصار، فلمَ لا تفعل ذلك؛ على الأقل من باب رفع العتب؟ وبعبارة أدق وأكثر صراحة، ما الذي يمنعها أن تقول للأعور؛ أنك أعور ولست ذا عين كريمة؟!
نعرف ونعترف؛ أن بعض المشكلات ليست وليدة اليوم، وأنها إمتداد للنظام السابق، وأن مشكلات أخرى ولدت من رحم نظامنا الحالي، وأن تلك المشكلات؛ ترتبط بالبنية المؤسسية لهذا النظام، تلك البنية التي تحمي المسؤول من المسائلة، وتجعل من العسير جدا تطبيق مبدأ العقاب لمن أخطأ.
نعرف أيضا؛ أن مقدار العسر في التطبيق، يرتبط بحجم المسؤول وموقعه، ومقدار الأموال والصلاحيات التي تحت يده، ويرتبط أيضا بالجهة السياسية التي يرتبط بها، وحجمها ومقدار نفوذها، وما تمتلكه من سلاح وأعتدة..!
يرتبط ايضا؛ بالجهة الأجنبية التي تدعمه وتدعم جهته السياسية، ونعرف أن هذا الإرتباط طردي، أي كلما كبر حجم المسؤول، والإرتباطات التي أشرنا إليها، يزداد عسر أن تقول الدولة للأعور؛ أنك أعور ولست ذا عين كريمة؟!
كلام قبل السلام: أما يعز على الكبار أن يوصفوا بأنهم عاجزين؟ أما آن أن يهتزالضمير المؤسسي في الدولة؛ كما تهتز شوار الرجال حينما تُستفز؟أما يخشون أن ينطق الظيم؟أما يعلمون أن الظيم إذا نطق، يعني أنه يفور بالعروق كالتنور؟ فويل لهم إذا فار التنور..ويل..!
سلام...
https://telegram.me/buratha