قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
عنوان العمود "شوية" طويل، وليكن سابقة في العمل الصحفي، شأنه شأن سوابقنا بالعمل السياسي؛ التي لم يسبقنا إليها أحد، وأشهرها "سبق" الخلاف من أجل الخلاف، فالطرف الفلاني؛ ينتظر موقف الطرف العلاني من قضية ما، فيأتي بموقف مغاير ومناقض، لا لمصلحة أو مسوغ معقول، ولكن من أجل صناعة الخلاف!
هذه السوابق؛ أحالت التاريخ إلى مدوّنات فضفاضة، لها وللوقائع التي صاحبتها أو نجمت عنها، وبوتيرة سريعة ملائمة؛ لنبض العصر والزمان الراهن، ولكن بلغة أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص!
الساحة العراقية تعج سياسيا، بحالة من العصبية والتوترات، تطورات تلك الحالة، لها علاقة بالتوازنات الاسترضائية، التي باتت ديدن الساسة الشيعة ، في علاقتهم مع "الآخر"، وكأنهم لا يعرفون سبيلا لتذليل العقبات غيرها.
"الآخر" فهم اللعبة جيدا، وعرف مكامن ضعف الساسة الشيعة، وتيقن أنهم مستعدين لتنازلات أخرى، كلما صَعَّد في مطالباته، ورفع الحد الأعلى لسقف نوازعه، لذلك بعد كل جولة إسترضاء و"دهن السير"، يقوم بها الساسة الشيعة، تحت عناوين مختلفة، من قبيل المصالحة وما أولدت من عناوين مستحدثة؛ ندخل في حالة من الجمود الوطني، التي اصبحت حالة لازمة، تكاد تكون ضرورة.
صلح الإمام الحسن عليه السلام مع معاوية؛ إنتهى فور توقيع وثيقته، فقد داسها معاوية تحت قدميه، بلا خوف من أن يدون التاريخ ذلك، وبات ما عمله معاوية "سابقة" في العمل السياسي.
عادة فإن "السوابق" تُرمى في كتب التاريخ، لأنها سوابق لم يُسجَّل مثيل لها من قبل، واستحقت منزلتها تبعاً لفرادتها، بغضّ النظر عن طبيعتها ومضمونها، حتى لو كان ذلك المضمون يتصل مثلاً؛ بفردٍ تمدّد في السياسة والإعلام، كما يحصل في أيامنا هذه.
كنتيجة لوقع خطى تلك "السوابق"، لم يمهلنا الوقت المضغوط، فرصة للمعالجة الحقيقيّة، لما يكتنفنا من آلام، يوماً واحدا فقط على الأقل، إذ لم نترجّل ساعة واحدة، عن فرس الحيرة والانزلاق الخطير، نحو الطمأنينة الكاذبة
أساسيات ام تعقيدات، مناورات ام تغييرات، عنق الزجاجة او الانفراج، مفردات بات يتداولها كبار الساسة وصغارهم، وتحولت الى قوتهم اليومي، الذي يشبه البصل المثروم، لكن برؤوسنأ!..
كلام قبل السلام: السياسي الناجح؛ هو من يغلق فمه، قبل أن يغلق الناس آذانهم، ويفتح أذنيه؛ قبل أن يفتح الناس أفواههم..!
سلام...
https://telegram.me/buratha