المقالات

مَنْ أغلق أبواب الديموقراطية..؟!

1609 2017-02-28

واثق الجابري
توقع العراقيون أن أبواب ونوافذ الديموقراطية سيفتحها الساسة بعقولهم وأيديهم وسعي أرجلهم، وإذا بهم يرونهم في أبراج عاجية يصعب مشاهدتهم، ويطلّون برؤوسهم، ويلقون من الأعلى خطابات عشوائية؛ تفرق المجتمع أشياعاً وأتباعاً.
قَسّمَ نموذج الفعل السياسي مجتمعنا الى فرق، ومسح نقطة إلتقاء تجمع الناس،  وتوزعهم حسب واجباتهم وإستحاقاتهم وحقوقهم.
 صار الإشاعة والتصريحات والكذب والخديعة، وإثارة الفتنة والتلاعب بالمشاعر، من أهم مقومات بناء الشخصيات المهزوزة سياسياً، وبات الحديث أشبه بخيال يرنح عقول المجتمع، وبدرجة أكبر من البحث، عن الوئام والإلتقاء والإنسجام.
 لم نعد نفهم ماذا يُقصد في كثير من أفعال الساسة، ولم نفسر أجوبة نائب عن الإنسحاب من البرلمان، فهل كما يقول لتطبيق البرنامج الحكومي؟! فالأولى الإنسحاب من المناصب التنفيذية وليس التشريعية؟! أو لأن داعش تسيطر وتذبح وتحرق الإجساد؟! فالمفروض أن يكون في خط المعركة الأول، وهل هذا ردٌ لجميل تضحيات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، والأصوات التي كانت تعتقد أنهم ممثلين لهم؟! وهل أعورت الأعين وداعش لا يفرق بين عراقي وآخر؟!
 كما لم أفهم لماذا يُصر نائب في أكبر كتلة برلمانية كما يعتقد، بأن يتهم البرلمان العراقي ويخدع الشارع بإستلامهم مبلغ 60 مليون تحسين معيشة، وبالطبع لا أُبرئ ساحة معظم السياسين وإنتهاجهم الإنتهازية، وتغليب مصالحهم على شعبهم، لكن حكم النيابة هو تمثيل حقيقي وقيادة شعب، فكيف يمكن أن يبقى عضو مُصر على تزوير الحقائق بلا عقاب؟!
 يرفض النائب الأول دخول الحشد الشعبي، بينما يطلب تدخل قوات التحالف، والثاني يتهم التحالف الدولي بالتقصير في دعم القوات العراقية، ويطلب المزيد من الجهود العالمية لمحاربة داعش، في وقت يقول أن الأمريكان يدعمون بالسلاح قوى الإرهاب، وأن دول العالم هي من تعيق نمو الديمقراطية في العراق، وأنه واحد من بين المتحمسين على ترسيخها، ولا يليق بالديمقراطية إلاّ ان يحكم هو وحزبه وعائلته؟! 
 نعيش منذ سنوات سفسطة سياسية بأطر إعلامية، وسجالات تحول الى ساحة إتهامات، وفتح أبواب جهنم على جمهور يَدور في دوامة الأكاذيب، ونشر الفتنة وفقدان الثقة بالطبقة السياسية، وتشضي المواقف بعيداً عن السعي للإصلاح السياسي والإجتماعي، وعزل العراق عن عالم بدأ يستشعر أن خطر الإرهاب لا يقف عند حدود العراق، وأن النكبات جاءت بفعل أخطاء سياسية داخلية، ومزايدات دوافعها شخصية.
 السؤال الذي يسأله المواطن، إذا كان للدول مصالح تدافع عنها، فما الذي يمنع ساسة العراق، من توحيد مواقفهم لمصالح شعبهم؟!
 مشكلة ساسة العراق، أنهم إبتعدوا عن أرض واقعهم، وصاروا في أبراج لا يرون البلد سوى مربعات، والناس تسير كالنمل، وأن المزايدات والكذب والخداع، هي لغة البقاء بعد فشلهم في أدارة مهامهم، وأن شعبهم يموت ويحلو لهم التفرج على معاناته، وأنهم من أغلق أبواب الديموقراطية بإنتهازيتهم، وإستخدامهم الخطابات التضليلية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك