المقالات

مَنْ أغلق أبواب الديموقراطية..؟!

1443 2017-02-28

واثق الجابري
توقع العراقيون أن أبواب ونوافذ الديموقراطية سيفتحها الساسة بعقولهم وأيديهم وسعي أرجلهم، وإذا بهم يرونهم في أبراج عاجية يصعب مشاهدتهم، ويطلّون برؤوسهم، ويلقون من الأعلى خطابات عشوائية؛ تفرق المجتمع أشياعاً وأتباعاً.
قَسّمَ نموذج الفعل السياسي مجتمعنا الى فرق، ومسح نقطة إلتقاء تجمع الناس،  وتوزعهم حسب واجباتهم وإستحاقاتهم وحقوقهم.
 صار الإشاعة والتصريحات والكذب والخديعة، وإثارة الفتنة والتلاعب بالمشاعر، من أهم مقومات بناء الشخصيات المهزوزة سياسياً، وبات الحديث أشبه بخيال يرنح عقول المجتمع، وبدرجة أكبر من البحث، عن الوئام والإلتقاء والإنسجام.
 لم نعد نفهم ماذا يُقصد في كثير من أفعال الساسة، ولم نفسر أجوبة نائب عن الإنسحاب من البرلمان، فهل كما يقول لتطبيق البرنامج الحكومي؟! فالأولى الإنسحاب من المناصب التنفيذية وليس التشريعية؟! أو لأن داعش تسيطر وتذبح وتحرق الإجساد؟! فالمفروض أن يكون في خط المعركة الأول، وهل هذا ردٌ لجميل تضحيات الحشد الشعبي وأبناء العشائر، والأصوات التي كانت تعتقد أنهم ممثلين لهم؟! وهل أعورت الأعين وداعش لا يفرق بين عراقي وآخر؟!
 كما لم أفهم لماذا يُصر نائب في أكبر كتلة برلمانية كما يعتقد، بأن يتهم البرلمان العراقي ويخدع الشارع بإستلامهم مبلغ 60 مليون تحسين معيشة، وبالطبع لا أُبرئ ساحة معظم السياسين وإنتهاجهم الإنتهازية، وتغليب مصالحهم على شعبهم، لكن حكم النيابة هو تمثيل حقيقي وقيادة شعب، فكيف يمكن أن يبقى عضو مُصر على تزوير الحقائق بلا عقاب؟!
 يرفض النائب الأول دخول الحشد الشعبي، بينما يطلب تدخل قوات التحالف، والثاني يتهم التحالف الدولي بالتقصير في دعم القوات العراقية، ويطلب المزيد من الجهود العالمية لمحاربة داعش، في وقت يقول أن الأمريكان يدعمون بالسلاح قوى الإرهاب، وأن دول العالم هي من تعيق نمو الديمقراطية في العراق، وأنه واحد من بين المتحمسين على ترسيخها، ولا يليق بالديمقراطية إلاّ ان يحكم هو وحزبه وعائلته؟! 
 نعيش منذ سنوات سفسطة سياسية بأطر إعلامية، وسجالات تحول الى ساحة إتهامات، وفتح أبواب جهنم على جمهور يَدور في دوامة الأكاذيب، ونشر الفتنة وفقدان الثقة بالطبقة السياسية، وتشضي المواقف بعيداً عن السعي للإصلاح السياسي والإجتماعي، وعزل العراق عن عالم بدأ يستشعر أن خطر الإرهاب لا يقف عند حدود العراق، وأن النكبات جاءت بفعل أخطاء سياسية داخلية، ومزايدات دوافعها شخصية.
 السؤال الذي يسأله المواطن، إذا كان للدول مصالح تدافع عنها، فما الذي يمنع ساسة العراق، من توحيد مواقفهم لمصالح شعبهم؟!
 مشكلة ساسة العراق، أنهم إبتعدوا عن أرض واقعهم، وصاروا في أبراج لا يرون البلد سوى مربعات، والناس تسير كالنمل، وأن المزايدات والكذب والخداع، هي لغة البقاء بعد فشلهم في أدارة مهامهم، وأن شعبهم يموت ويحلو لهم التفرج على معاناته، وأنهم من أغلق أبواب الديموقراطية بإنتهازيتهم، وإستخدامهم الخطابات التضليلية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك