المقالات

اليسار العراقي في خدمة العولمة المؤمركة..!

2241 2017-02-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    منذ خمسة وعشرون سنة تقريبا، وقبل وبعد وأثناء إنهيار المنظومة الشيوعية؛ وتفكك الإتحاد السوفيتي ، طرح مفهوم العولمة للتداول الإعلامي والفكري.

   قبل طرح هذا المفهوم، وقبل الإنهيار والتفكك الكبير للمنظومة الشيوعية الدولية، كانت الأنظمة الحاكمة في مختلف أنحاء العالم، من القوة بحيث أنها كانت قادرة على إغلاق أبوابها، ومقاطعة ثقافة الآخر، لتنجح في مقاومة أي تأثير خارجي، وخصوصا التأثير الأمريكي.

   كانت الدول وخلفها الأحزاب الراديكالية الحاكم، تتحدث في معظم الأحيانـ عن مقاومة الغزو الثقافي الجنبي أيا كان، لكنها وهي تمارس هذا الفعل في السياسة، كانت تمارس قمعا وتقييدا للحريات، ومنه حق الإتصال، وحق معرفة ما يجري خارج أسوار الوطن، التي كانت متدرعة بجملة واسعة من الإجراءات، المدعومة بجيوش قوية، وبأجهزة أمن قادرة على قمع أي تطلع نحو معرفة البشر الآخرين.

    في المثال العراقي؛ مُنع السفر لعشرات السنين، وباتت محاولة الحصول على جواز سفر تهمة، ووضعت شروط ومواصفات لمن يمكنه أن سافر، ولم نكن نمتلك إلا وسائل إعلام حكومية موجهة، وكانت حيازة صحن لاقط للبث الفضائي جريمة، يرمى بسببها المواطن في اقبية المخابرات، على أساس أنه أنتهك الأمن الخارجي للبلاد، ولا يسبعد ان يكون جاسوسا لإيران أو إسرائيل أو لأمريكا، بل حتى لجنوب أفريقيا!

    الآن نحن ومعظم الشعوب؛ في وضع اجتاحتنا فيه، العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية العالم كله، إذ تحررنا من شباك حكامنا، وتخلصنا من سطوة أجهزتهم الأمنية القمعية الغبية، ولكننا وقعنا طرائد سهلة،  في الشبكة العنكبوتية "الأنترنيت".

    أصبحت هذه الشبكة محور حياتنا، نرجع اليه،ا إبتداءا من أبسط صغائرنا إلى أكبر قضايانا..والحقيقة أننا تم إختراقنا طولاً وعرضاً، لم تعد أية مقاومةـ قادرة على التصدي للغزو الثقافي المؤمرَك.

    وأكتشفنا أن العولمة أصلاً، مفردة إيهامية تعني الأمركة، الفارق اليوم أنها تخلت عن ورقة التوت الأخيرة، التي تخفي غاياتها.. لتكون بهذه الصفاقة السياسية غير الامعهودة,

    عراقيا؛الأمر ذاته ينسحب على أدوات العولمة المحلية، فقد أصطف في خدمة العولمة أو الأمركة، الليبراليون ومن يسمون أنفسهم بالمدنيين، ومعهم وياللغرابة اليسار العراقي كله، وفي مقدمته الشيوعيين!

    في كثير من الأحيان بدت الأدوات المحلية، محرجة في الإفصاح عن نفسها، لتعلن ماهو خارج الحرج؛ بل ما هو غير مباح أو مسموح به.‏‏

    كلام قبل السلام: يبدو أن العولمة؛ تحولت الى هدف بديل عن الماركسية اللينينية، ولربما هذا هو الديالكتيك، الذي يعني: نظرية التطور والتناقض والشمول؟!

 

    سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك