قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
منذ خمسة وعشرون سنة تقريبا، وقبل وبعد وأثناء إنهيار المنظومة الشيوعية؛ وتفكك الإتحاد السوفيتي ، طرح مفهوم العولمة للتداول الإعلامي والفكري.
قبل طرح هذا المفهوم، وقبل الإنهيار والتفكك الكبير للمنظومة الشيوعية الدولية، كانت الأنظمة الحاكمة في مختلف أنحاء العالم، من القوة بحيث أنها كانت قادرة على إغلاق أبوابها، ومقاطعة ثقافة الآخر، لتنجح في مقاومة أي تأثير خارجي، وخصوصا التأثير الأمريكي.
كانت الدول وخلفها الأحزاب الراديكالية الحاكم، تتحدث في معظم الأحيانـ عن مقاومة الغزو الثقافي الجنبي أيا كان، لكنها وهي تمارس هذا الفعل في السياسة، كانت تمارس قمعا وتقييدا للحريات، ومنه حق الإتصال، وحق معرفة ما يجري خارج أسوار الوطن، التي كانت متدرعة بجملة واسعة من الإجراءات، المدعومة بجيوش قوية، وبأجهزة أمن قادرة على قمع أي تطلع نحو معرفة البشر الآخرين.
في المثال العراقي؛ مُنع السفر لعشرات السنين، وباتت محاولة الحصول على جواز سفر تهمة، ووضعت شروط ومواصفات لمن يمكنه أن سافر، ولم نكن نمتلك إلا وسائل إعلام حكومية موجهة، وكانت حيازة صحن لاقط للبث الفضائي جريمة، يرمى بسببها المواطن في اقبية المخابرات، على أساس أنه أنتهك الأمن الخارجي للبلاد، ولا يسبعد ان يكون جاسوسا لإيران أو إسرائيل أو لأمريكا، بل حتى لجنوب أفريقيا!
الآن نحن ومعظم الشعوب؛ في وضع اجتاحتنا فيه، العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية العالم كله، إذ تحررنا من شباك حكامنا، وتخلصنا من سطوة أجهزتهم الأمنية القمعية الغبية، ولكننا وقعنا طرائد سهلة، في الشبكة العنكبوتية "الأنترنيت".
أصبحت هذه الشبكة محور حياتنا، نرجع اليه،ا إبتداءا من أبسط صغائرنا إلى أكبر قضايانا..والحقيقة أننا تم إختراقنا طولاً وعرضاً، لم تعد أية مقاومةـ قادرة على التصدي للغزو الثقافي المؤمرَك.
وأكتشفنا أن العولمة أصلاً، مفردة إيهامية تعني الأمركة، الفارق اليوم أنها تخلت عن ورقة التوت الأخيرة، التي تخفي غاياتها.. لتكون بهذه الصفاقة السياسية غير الامعهودة,
عراقيا؛الأمر ذاته ينسحب على أدوات العولمة المحلية، فقد أصطف في خدمة العولمة أو الأمركة، الليبراليون ومن يسمون أنفسهم بالمدنيين، ومعهم وياللغرابة اليسار العراقي كله، وفي مقدمته الشيوعيين!
في كثير من الأحيان بدت الأدوات المحلية، محرجة في الإفصاح عن نفسها، لتعلن ماهو خارج الحرج؛ بل ما هو غير مباح أو مسموح به.
كلام قبل السلام: يبدو أن العولمة؛ تحولت الى هدف بديل عن الماركسية اللينينية، ولربما هذا هو الديالكتيك، الذي يعني: نظرية التطور والتناقض والشمول؟!
سلام...
https://telegram.me/buratha