المقالات

اليسار العراقي في خدمة العولمة المؤمركة..!

2080 2017-02-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    منذ خمسة وعشرون سنة تقريبا، وقبل وبعد وأثناء إنهيار المنظومة الشيوعية؛ وتفكك الإتحاد السوفيتي ، طرح مفهوم العولمة للتداول الإعلامي والفكري.

   قبل طرح هذا المفهوم، وقبل الإنهيار والتفكك الكبير للمنظومة الشيوعية الدولية، كانت الأنظمة الحاكمة في مختلف أنحاء العالم، من القوة بحيث أنها كانت قادرة على إغلاق أبوابها، ومقاطعة ثقافة الآخر، لتنجح في مقاومة أي تأثير خارجي، وخصوصا التأثير الأمريكي.

   كانت الدول وخلفها الأحزاب الراديكالية الحاكم، تتحدث في معظم الأحيانـ عن مقاومة الغزو الثقافي الجنبي أيا كان، لكنها وهي تمارس هذا الفعل في السياسة، كانت تمارس قمعا وتقييدا للحريات، ومنه حق الإتصال، وحق معرفة ما يجري خارج أسوار الوطن، التي كانت متدرعة بجملة واسعة من الإجراءات، المدعومة بجيوش قوية، وبأجهزة أمن قادرة على قمع أي تطلع نحو معرفة البشر الآخرين.

    في المثال العراقي؛ مُنع السفر لعشرات السنين، وباتت محاولة الحصول على جواز سفر تهمة، ووضعت شروط ومواصفات لمن يمكنه أن سافر، ولم نكن نمتلك إلا وسائل إعلام حكومية موجهة، وكانت حيازة صحن لاقط للبث الفضائي جريمة، يرمى بسببها المواطن في اقبية المخابرات، على أساس أنه أنتهك الأمن الخارجي للبلاد، ولا يسبعد ان يكون جاسوسا لإيران أو إسرائيل أو لأمريكا، بل حتى لجنوب أفريقيا!

    الآن نحن ومعظم الشعوب؛ في وضع اجتاحتنا فيه، العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية العالم كله، إذ تحررنا من شباك حكامنا، وتخلصنا من سطوة أجهزتهم الأمنية القمعية الغبية، ولكننا وقعنا طرائد سهلة،  في الشبكة العنكبوتية "الأنترنيت".

    أصبحت هذه الشبكة محور حياتنا، نرجع اليه،ا إبتداءا من أبسط صغائرنا إلى أكبر قضايانا..والحقيقة أننا تم إختراقنا طولاً وعرضاً، لم تعد أية مقاومةـ قادرة على التصدي للغزو الثقافي المؤمرَك.

    وأكتشفنا أن العولمة أصلاً، مفردة إيهامية تعني الأمركة، الفارق اليوم أنها تخلت عن ورقة التوت الأخيرة، التي تخفي غاياتها.. لتكون بهذه الصفاقة السياسية غير الامعهودة,

    عراقيا؛الأمر ذاته ينسحب على أدوات العولمة المحلية، فقد أصطف في خدمة العولمة أو الأمركة، الليبراليون ومن يسمون أنفسهم بالمدنيين، ومعهم وياللغرابة اليسار العراقي كله، وفي مقدمته الشيوعيين!

    في كثير من الأحيان بدت الأدوات المحلية، محرجة في الإفصاح عن نفسها، لتعلن ماهو خارج الحرج؛ بل ما هو غير مباح أو مسموح به.‏‏

    كلام قبل السلام: يبدو أن العولمة؛ تحولت الى هدف بديل عن الماركسية اللينينية، ولربما هذا هو الديالكتيك، الذي يعني: نظرية التطور والتناقض والشمول؟!

 

    سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك