المقالات

أعيدوا لنا طغاتنا وخذوا ديمقراطيتكم !

2054 2017-02-11

عمار جبار الكعبي

الناس لا تثور عندما تظلم ، ولكنها تثور عندما تشعر بالظلم ، أعيدوا لنا طغاتنا ، لانهم يقتلوننا ليلاً لنصحو على أصوات فيروز مبتسمين متفائلين صباحاً ، غاضين بصرنا عن احبتنا الذين أصبحنا ولم نجدهم في فراشهم ، وهذا أفضل من ان نشاهدهم يُقتلون ويُمزقون على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي ، لان الشعور الذي ينتابنا حينها يجعلنا نرفض كل حقوقنا وحرياتنا وديمقراطيتنا التي كانت غايتنا الغائية في مرحلة من المراحل ! 

هاجس الامن والحفاظ على الحياة يبقى هو ابرز الهواجس التي نستشعرها ، فهو غريزة فطرية بحد ذاته ، تنتج لنا أفكار ومواقف وسلوكيات حينما نكون تحت تأثيرها ، قد نتعجب من إمكانية صدور هذه التصرفات حينما نشعر بالامن في وقت اخر ، لأننا نرفض حريتنا اذا ما وضعت بموضع المفاضلة مع الامن ، هواجسنا المتهالكة تجعلنا ننطق بما لا تستسيغه عقولنا ، ولكن إحباطنا وخوفنا هو ما يسطر هذه الحروف نيابة عنا ! 

جعلوا هاجس الامن في صدارة أولوياتنا ومتبنياتنا ، وأصبح الهم الاول والأخير تحقيقه ، لان الانسان بطبيعته من الممكن ان يؤجل او يقدم في أولوياته الا مسألة أمنه ، فهي مقدمة على ما سواها بدافع غريزة الحياة التي عـٓرف اعدائنا كيف يتعاملون معها ، ليروضوا فينا تطلعاتنا ورغبتنا بالتقدم والنهضة التي تحتاج الى عقول همها الاول التقدم وان كان على انهار الدماء ، التي تسيل لأجل تحقيق هذا الهدف ، بعد ان تم ازالة الكروت المحروقة في المنطقة ( طغاتنا ) بعد ان استنفذوهم وأصبحوا كما يطلق نافذي الصلاحية ، وكذلك لا ينسجمون مع طبيعة الألفية الثالثة التي البست القتل والارهاب والطغيان لباس جديداً  حركة طالبان والقاعدة والنصرة والجيش الحر وداعش وبوكوكو حرام وغيرها ، أدوات خلقت ولم تنشأ نشأة طبيعية في منطقتنا ، لتكون ورقة ضغط على المنطقة والدول ذات التطلعات التحررية من السيطرة العالمية ، تحت شعار الصراع الطائفي بين سكان الدول الاسلامية والعربية ، لننشغل عن أمرين : أولها ان يتحول الصراع الإسلامي الصهيوني الى صراع اسلامي اسلامي ، عن طريق خلق عدة اخطار يكون احدها اسرائيل ، وبذلك سترفع من قائمة الصراع شيئاً فشيئاً ، حتى ان بعض الدول اتخذتها حليفاً في صراعها الاسلامي الاسلامي  الامر الثاني هو تمديد الانشغال عن طريق تغيير صورته ، بعد ان كان اقتصادياً في أواخر الألفية السابقة ، ليكون امنياً في هذه الألفية ، لخلق دوامة وتعتيم الرؤية ليستمر الاستنزاف الاقتصادي والبشري ، وقتل التطلعات التقدمية في الانسان المسلم ، ليطلب اعادة انتاج المرحلة السابقة بوجوه جديدة ( طغاة جدد ) ، اذ لم يكن من المنتظر ان نشاهد ليبياً يتمنى عودة القذافي ، او عراقياً يحن لصدام ، يجب ان نبقى منشغلين وندور في حلقة مفرغة ، لا نعرف أين وكيف ومتى ولماذا ؟ ، وبالتالي لن نسأل أين أصبحنا ولماذا ومن هو المتسبب الرئيس في كل ذلك ؟!

 لماذا رغم كل الاتفاقيات الاستراتيجية والأمنية مع الأعمام  ( جمع عم ) ، لا نشاهدهم يتحركون الا اذا تهددت اجزاء من بلداننا ، لاحتوائها على مصالحهم بسبب عدم الالتزام بالسيناريو المتفق عليه !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك