المقالات

كتاب مطلوب أمنياً

2005 2017-02-11

رحمن الفياض في بعض الأحيان يأخذ بعض الناس الحنين الى الماضي, نتيجة المأسي التي يمر بها الوطن, ونتيجة لسياسات النظام الجديد, وفشله في أدارة البلاد وتفشي الفساد المالي والأداري والمحسوبية وكان من نتائجه الحنين الى نظام القمع البعثي.
هل كان نظام البعث عادلاً حتى يأخذنا الحنين اليه؟ بكل تأكيد لم يكن في يوم من الأيام البعث الصدامي عادلا بين العراقيين سوى بتوزيع الظلم والأضطهاد فقط ولكن فشل الطبقة السياسية جعل البعث عادلاًفي نظر البعض.
في حالك الزمن الغابر كان لدينا مجموعة قيمة من الكتب الدينية والتاريخية, والتي كانت ملاذنا الوحيد, للأطلاع على تاريخنا الأسلامي وأحداثه السياسية وهي متنفس الأصدقاء في الأستعارة منا بعض تلك الكتب.
حركة غريبة لعناصر البعث في ذلك اليوم, يجبون الأزقة والشوارع ونظراتهم تطارد الصغير قبل الكبير,فأنتبنا شعور بشيء مجهول مخيف قادم, وفعلا كان الذي توقعنا, مساءا ذلك اليوم كان هناك أحد الأصدقاء المنتمين عنوة الى البعث في الأجتماع المسائي, طرق الباب خائفا يترقب, وقال بالحرف الواحد, حمله على الكتب.
لم أكن يومها أعرف أن الكتب مطلوبة للدولة وأن هناك حملة لمطاردتها, أخفوا كل مالديكم من كتب وأشرطة كاسيت لأن هناك حملة تفتيش واسعة في هذه الليلة, تستهدف المنازل التي عليها مؤشرات أمنية وبكل تأكيد كان منزلنا من البيوت التي عليها خطوط حمراء كونه يحوي خمسة أخوة فيهم رجل دين لم ينتموا لحزب البعث.
بسرعة كبيرة, حزمنا كنزنا الثمين في أكياس من النايلون, وحفرنا حفرة عميقة في حديقة منزلنا وأنزلنا الكتب داخل قبرها الجديد, وتم تسوية الأرض ورشها بالماء وزرع بعض الشتلات فوقها التي كانت لدينا في ممر الدار, ومرة تلك الليلة بسلام بعد مداهمة المنزل والعبث بمحتوياته دون العثور على الكتاب المطلوب أمنينا.
بعد فترة من الزمن ومدة تزيد على العام وبعد هدوء الوضع نسبياً, قمنا بحفر حديقتنا لأستخراج كنزنا المدفون, وهنا كانت المفاجئة والصاعقة علينا جميعا, فقد تلفت جميع الكتب وتحولت الى فتات ورق, نتيجة الرطوبة والخزن الغير صحيح الذي قمنا به, ضاع جهد العلماء الذي صرفوا عليه سنوات من السهر والتعب, وضاع معه أيضا ملايين الدناييرقيمة تلك الكتب في لحظة خوف ورعب.
الكتاب كان العدو الأول للنظام البعثي فطالما كان هو المطلوب رقم واحد بالنسبة لهم, وطالما تم أعدم الاف الشباب بسببه, وأنا أستذكر تلك الأحداث أستوقفني الحال اليوم وأنا أتصفح مكتبتي العامرة بالكتب والمجلات واتأمل قرائتها وأستمتع بالنظر اليها, وأستذكر مكتبتنا التي كانت مطلوبة أمنينا.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك