المقالات

قرارات ترامب ومستقبل العلاقة مع العراق

2272 2017-02-05

واثق الجابري أثار موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ جملة من التساؤلات والإستهجان؛ في العالم عامة والعراق خاصة، ويبدو أن رجل الإقتصاد لا ينجح بالسياسة دائماً وأن كان الإقتصاد يتأثر بالسياسية والسياسة بالإقتصاد، والسياسة لإقتصاد  والإقتصاد سياسة، وما إنتشار الإرهاب إلا لدوافع سياسية وإقتصادية، وما يثير الغرابة من دولة تدعي الديموقراطية ورعاية حقوق الإنسان؛ بينما تتخذ إجراءات تعسفية مخالفة لقوانينها التي تقول إنها مبنية على الديموقراطية وحقوق الإنسان.
 رفعت الولايات المتحدة الأمركية شعار؛ " لا حرية لأعداء الحرية"؛ منذ أن اعلنت  ديموقراطيتها، وحرية التنقل  من أبسط مضامين الحرية وحقوق الإنسان.
 العراق  واحد من الدول التواقة للديموقراطية، وغالباً ما يتخذ من التجربة الأمريكية مثالاً لدولة المؤسسات، وبإعتقادنا أن الشعب الأمريكي يدرك جيداً كيف يختار رؤوساءه، وفي نفس الوقت الذي يسعى العراقيون للحرية والديموقراطية؛ واجهتهم عقبات كبيرة وأهمها الإرهاب، الذي حاول الإطاحة بتجربتهم،  ودفع أكبر ثمن  من شبابه وثرواته؛ في حين يتدفق الدعم والأسلحة  من جهات عدة؛ منها الولايات المتحدة الأمركية ودول حليفة لها في المنطقة الأقليمية، وبإعتراف هذه الدول إنها دعمت القاعدة لأسباب سياسية، وإتهام ترامب لساليفيه بدعم داعش؛ لإعتقادهم جدوى تفكك الدول وتعزيز النفوذ الأمركي؛ إلاّ أن النتيجة تراجع بسبب وضوح دعم الحلفاء للإرهاب، وإنتقادات عالمية بعدم جديتها بالقضاء عليه.
 جاء قرار  ترامب في الوقت الذي تُعقد فيه اللجنة المشتركة" لإتفاقية الإطار الإستراتيجي"؛ العراقية الأمركية إجتماعاتها، وإتخذ إجراءات عنصرية؛ لا يمكن  لعاقل فعلها مع دولة حليفة فيها أكبر سفارة بالعالم لها ومستشارين بالآلاف، والفعل إخلال واضح بما متفق عليه، وهذا ما ينعكس بالسلب على طبيعة العلاقة بين البلدين، وما له من علاقة بالسلم الدولي والأمن الوطني الأمركي؛ فلماذا يمنع العراقيين؛ في حين لم تسجل حادثة واحدة في أمريكا بفعل عراقي؟!
إن الولايات المتحدة الأمركية؛ أرض هجرة وإستيطان، ومن الغريب منع مواطني دول وصلوها بطرق  رسمية، ولم يعبروا لها تهريباً بالقوارب؛ بل هي من شجع بعض العراقيين على الهجرة وفتحت سفارتها الأبواب لذلك، وتوتر العلاقة سيحد من التعامل العراقي الأمريكي، ويدعو لبحث جدوى الإتفاق الإستراتيجي، ومدى مصداقية العمليات العسكرية وأهدافها، وربما يلجأ العراق  الى دول منافسة، ويعيد النظر بصداقة من طرف واحد، وهو قادر إذا تبنى علاقات دولية وأقليمية متوازنة، والأهم وحدته تجاه سيادة بلده؛ تجاه إعتداء صارخ أثار مواقف عالمية عدة، ومنها وزيرة الخارجية الأمركية السابقة " مادلين اولبرايت"، التي أعلنت أنها ستعنق الإسلام؛ في حال مضي ترامب بإجراءاته العنصرية.
 سيئات داعش مردوداتها إيجابية على  عراقين تقاذفتهم السياسات الخارجية للفرقة وزرع الطائفية والإرهاب، وحتما ستكون المواقف العنصرية مدعاة لتوحيد المواقف العراقية.
يبقى الرد  العراقي مرهون بوحدة صفه السياسي؛ ومضيه في دحر الإرهاب؛ كفيلل بإيقاف جماح الفيل الأحمر الهائج؛ المعجب بنفسه؛ النرجيسي بطبيعته، وستجد قراراته رفض محلي ودولي، والنتيجة تراجع لسياسات أمريكا، وتأثير على مصالحها السياسية والإقتصادية، وفقدان الثقة سيدفعها للتعامل بالمثل، وللعراق خيارات كثيرة للمناورة، وفي الولايات المتحدة  سياسات ولوبيات ومراكز قرار؛ لن تسمح له بإتخاذ قرارات تضر مصالحها الكُبرى
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك