المقالات

جنود الشطرنج وفرسان الهيجاء

1633 2017-02-02

حميد الموسوي لا نظن أن برلماناً عراقياً أو إقليمياً أو عربياً أو حتى عالمياً حظي بما حظي به البرلمان الحالي في دوراته الثلاث، سواءاً على مستوى الالتفاف الجماهيري والدعم المتواصل من الشرائح المختلفة والحركات والأحزاب والتجمعات السياسية، او على مستوى الحكومة وما تقدمه من رعاية خاصة "مادية ومعنوية" وما توفره للبرلمانين من حرية واسعة وحماية مميزة في ظل هذه الظروف الأمنية المضطربة. ولا نحسب ان مسؤولاً عراقيا او عربيا او عالميا  تمتع بأكثر بل بمثل ما يتمتع به عضو مجلس النواب العراقي من حرية رأي وصلاحيات وامتيازات ونفوذ وسعة في بحبوحة العيش.
ومن هنا يأتي حجم المسؤولية التي تقع على عاتق هذا البرلمان، وضرورة الإيفاء بالتزامه الشرعي والقانوني والأخلاقي تجاه وطنه وشعبه عامة ، وناخبيه خاصة. فالجماهير التي زحفت في ثلاث عمليات انتخابية  فريدة  متحدية  المخاطر والصعاب في مواجهة اشرس عصابات الإرهاب واصرت على انتخاب ممثليها ليكونوا صوتها المدافع عن حقوقها والمعبر عن أمانيها وإرادتها. هذه الجماهير تستحق من ممثليها التضحيات الجسام. ومواصلة الليل بالنهار في سبيل تحقيق ما تصبوا اليه من العيش الكريم وإزاحة غبار سني الظلم والاضطهاد والفاقة والعوز.
لكن اللافت، وبعد مضي كل هذه السنوات، وانتهاء دورتين واشراف الثالثة على نهايتها  بتمثيل اوسع، وبمشاركة كل الأطياف العراقية، وبتأييد محلي واقليمي وعربي، وصلاحيات وامتيازات لم تتوفر لبرلمان اخر، وفرصً لم تتهيأ لبرلمان سابق، بالرغم من كل ما تقدم كان أداء هذا البرلمان متواضعاً.. وجاءت نشاطاته دون مستوى المرحلة واقل مما توقعته الجماهير المكدودة. فالمتتبع للجلسات البرلمانية خلال الشهور الماضية لا يخرج إلا بتصور مخيب لما يدور في تلك الجلسات، وما يسبقها من تأجيلات، وما يكتنفها من اضطراب، وما يسجل على البرلمانين من كثرة التغيب والتسيب.. ومقاطعة الجلسات، وهذه الحالة تمر دون حساب او الفات نظر حتى. ناهيك عن نقل الخلافات السياسية والآيديولوجية للكتل التي يمثلونها الى داخل قبة البرلمان والخروج بالمزيد من الخلاف والاختلاف بعد نهاية كل جلسة من الجلسات البرلمانية والتي لا يكتمل نصابها الا بعد تأجيلات عديدة.
وبمتابعة متأنية لجلسات البرلمان ونشاطاته للعام المنصرم، لا يخرج المراقب بحصيله تليق ببرلمان يتمتع بكل ما ذكرنا من امتيازات.
فعلى المستوى المحلي أولاً:
1- لم يتصد رجال البرلمان بحزم لمعالجة المسألة الامنية برغم استفحالها وتفاقمها، ولم نر لهم حضوراً فاعلاً خاصة على مستوى التشريع اللهم إلا اصدار قانون لمكافحة الإرهاب الذي ظل حبراً على ورق ولم يفعل ولم يعمل ولو بفقرة من فقراته. ولم يعترض البرلمان على حالة التراخي في التعامل مع الإرهابين واطلاق سراحهم أو الحكم عليهم بأحكام مخففة. وحتى استدعاء السيد وزير الداخلية لم يكن ليغير من الموضوع شيئاً. كما ان البرلمان لم يصدر ولم يطالب الحكومة بإصدار تشريع ينصف ضحايا الإرهاب والتهجير القسري أو يضع لهم حلولاً تخفف من معاناتهم، ولم يضطلعوا بدور مشهود في عملية المصالحة الوطنية ولم الشمل بما يتناسب وموقع كل عضو ومركزه.
2- مشكلة تفشي الهجرة و البطالة:  لم يتعب البرلمانيون انفسهم في وضع دراسات حالية ولا مستقبلية لإيجاد فرص عمل للعاطلين من افواج الخريجين والملاكات الوسطية والطبقة العاملة، ولم يحاولوا خلق المشاريع الانتاجية والخدمية التي من شأنها استيعاب اعداد كبيرة من العاطلين عن العمل اضافة لسد النقص في حاجات معينة ومعالجة اوضاع تسهم في تقديم الخدمات للمواطنين.
3- تردي الخدمات واستمرار ازمة نقص او فقدان الماء والكهرباء والوقود، ولم يبذل البرلمان جهوداً ناهضة لمعالجة اي من الازمات المزمنة انفة الذكر، وظلت التصريحات الواعدة، والوعود المتراكمة زاداً يبيت عليه فقراء الوطن ويفطرون على سرابه!.
4- لم يضع البرلمان برامج او حلول اقتصادية للقطاع الخاص وحماية المنتج الوطني .
5- وقف البرلمان متفرجا على تدهور الاوضاع الصحية والتربوية والاجتماعية .
وعلى المستوى الإقليمي ثانياً:
لم يسجل البرلمان حضوراً مكثفاً في هذا المجال بغية حلحلة المسائل العالقة مع دول الجوار وتحريك الركود الذي اصاب العلاقات الثنائية معها ومعالجة مشاكل الحدود وتدفق الإرهابين عبرها، وكذلك مسألة اعادة هيئاتها الدبلوماسية للعراق.
اما على الصعيد الدولي والعالمي ثالثاً:
فشأنه شأن سابقه، إذ يحتاج هذا المجال الى نشاط محموم وسعي متواصل وجولات مكوكية مثمرة مع برلمانات دول العالم من اجل المساهمة في إعادة إعمار العراق والإيفاء بالتزامات تلك الدول التي تعهدت بها في مؤتمر الدول المانحة وإطفاء الديون السابقة، والوقوف مع العراق في مواجهة الهجمات الارهابية الشرسة وإعادة علاقتها الدبلوماسية وإنعاش التبادل التجاري والتشجيع على الاستثمار وغيرها من الأمور التي تسهم في اعادة العراق الى مكانته اللائقة.
ونحن حين نضع هذه الملاحظات البسيطة، لسنا متتبعي عثرات او متسقطي أخطاء ولا نتهم ولا نشكك بإخلاص أحد بقدر ما نذكر..تذكيرا بناءا غير هدام .  كما إن حرصنا على سمعة برلمان ساهمنا في اختيار اعضائه يدفعنا للعتب ويحضنا على إسداء النصح. نوابنا اليوم كانوا يتندرون على نواب المجلس الوطني السابق ويسمون اعضاءه ( جنود الشطرنج )  !. انتم فرسان الوغى عدة وتسليحا وصلاحيات ماذا قدمتم ؟!.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك