قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
لدي صديق أكبر مني ببضع سنين، صديقي أسمه ابا ذر؛ وهو رجل تجاوز الخامسة والسبعين، أكتوى هو وأسرته بنار الظلم الصدامي، إذ فقد ثلاثة من أبنائه الأربعة دفعة واحدة؛ في رحلة اللاعودة، حينما تسور بيتهم في حي الحرية بمدينة بغداد، ثلة من (الرفاق) فجر يوم خميس من شهر آذار عام 1979، فأخذوا أولاده الثلاثة؛ لخمس دقائق كما قالوا للوالد، الذي سقط مغشيا عليه: عندنا كم سؤال في الفرقة الحزبية وسيعودون حتما، ولم يعودوا قط.
بقي عند صديقي ولد واحد فقط؛ لأن عمره كان في تلك الليلة سبع سنوات، أما الثلاثة؛ فقد كانت أعمارهم بين خمس عشرة سنة وأثنين وعشرين، هذا الشيخ المظلوم؛ ألتقيته قبل أيام في مجلس عزاء أحد شهداء الحشد، وهو يعلم أني كاتب وإعلامي، لإاستثمر لقائي به ليطرح مشروعا عمليا، لمعالجة الشأن السياسي.
قال أبو ذر: أنا وبالرغم من مظلويتي المعلومة، اقدم للتحالف الوطني، الذي أعتقد أنه يمثلني الى حد ما، فكرة عملية ونافعة، أضعها بخدمة التحالف الوطني على طريق البناء والتقدم، مثلما تكتبون في الجرائد!
الفكرة أن يقسم تحالفنا الوطني العتيد نفسه؛ الى قسمين متساويين عددا ومنزلة!
قسم تكون مهمته أن يدافع ويتبنى؛ قضايا وهموم المظلومين والمستضعفين والمكلومين، ومن هدرت دماء أبنائهم، ومن بقوا بلا سقف يأوي بناتهم، ومن لم يجدوا متسعا، في مستشفياتنا الخاوية لمرضاهم، ومن يشربون ماءا مليئاً بالجراثيم، ومن ترملن فاقدات أزواج شباب في عمر الربيع، وايتامهم صبية ورضع، لا يجدون علبة حليب؛ بعد أن شحت وزارة التجارة به.
كذلك أن يهتموا بمن أول الشهر عندهم مثل آخره، إذ لا مورد لهم، لا في أوله ولا في آخره، ومن يخرجون من مساكنهم صباحا، ولا يعودون إلا في المساء، وقد تورمت من الإنتظار وقوفا في مسطر العمال.
قال صديقي ابو ذر: لهؤلاء أقترح نصف التحالف الوطني يهتم بهم، ولا أريد النصف كله، بل أن يعطي هذا النصف (بعض) وقته، والبعض كما يقول اللغويون لا يصل الى النصف!
أما النصف الثاني؛ فأقترح أن ينصرف الى المهمة الكبرى، التي يعمل عليها التحالف الوطني، ومعه كل الحكومة الان، والمهمة الكبرى هي ما نشهده من سعي حثيث، لإتمام مهمة إنصاف الإرهابيين والبعثيين، والإنتصار لهم وإعادتهم الى وضع أفضل، من ذاك الذي كانوا يعيشونه وقت سيدهم صدام، كما أقترح الإقتصاص لهم ـ أي للبعثيين ـ من ضحاياهم الذين( أفتروا عليهم كثيرا).
ما أقوله يحقق الإنصاف بحق وجدية، فعلى الأقل في هذا المقترح؛ سنجد من يعين المظلومين على تجاوز محنهم، بدلا من بقائهم بلا معين،
كلام قبل السلام: من الحكمة أن تثير تساؤلات حول الافتراضات الواضحة والمسلم بها...!
سلام.....
https://telegram.me/buratha