سيف اكثم المظفر
نتعوذ كثيرا عند ذكر الشياطين، وندعوا السماء ونقسم عليها برب الناس وملك الناس من شر الوسواس الخناس، لما يحمله من مكر وخداع، وطرق خبيثة وملتوية، لحرف الإنسان عن فطرته السليمة، وايقاع البشر بشر اعماله الشريرة، مقابل ما تشيطن به بعض السياسيين أصبحوا تلاميذ إبليس، واحيانا أساتذته، في المكر وخداع الناس.
تستحق ان نطلق على من يمارس السياسة، بفكرتها المطبقة اليوم، بشيطان ذو رأسين، لما صنعوه بهذا الشعب المسكين المستكين، ماكينات إعلامية تبث السموم يوميا، وتصور المشهد العراقي، على انه مستنقع غارق بالفشل والفساد، ولا حياة ولا أمل، حتى اقتنع أغلب هذا الشعب بأن الاصلاح اصبح من سابع المستحيلات، ووصل الحال بالفرد العراقي، أن يذم نفسه، دون أن يشعر، لتصبح جملة (احنة متصيرلنة جارة) هي صفة ملاصقة لشخصيته، كما صورها الإعلام المخادع.
صناعة أزمة، وحلها من قبل نفس الجهة المسيطرة على المشهد العراقي، سيناريو يكاد يتكرر يوميا، من عدة جهات، تحاول تصدير نفسا للشارع، كقوة على الأرض، كما حصل في الاونة الاخيرة، اكثر من عملية اختطاف، مبهمة وممنهجة، وذات صدى دراماتيكي، شغل الرأي العام وتصدر المشهد، ثم انتهت دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه المسرحية، مثل اختطاف الناشطة والكاتبة (افراح شوقي) وقبلها بفترة الناشط المدني (علي الذبحاوي) في النجف؛ هذا على مستوى قوى، اما على مستوى حكومة ودولة، فالسلسة تطول، والافلام تنتج على الدماء أحيانا!
أشبع العقل الجمعي بترهات، واتخم بعبارات، تقتل روح المواطنة، من خلال ضخ مادة إعلامية هدامة تبين سوداوية الوضع، وجانبه المعتم، كي تدفن روح الابداع، وتشييعه الى مثواه الاخير، لكن.. بين هذا الركام الهائل "وظلماوية" المشهد، يشع بصيص الأمل من بين تلك الأصابع المرفوعة، وهي تشير إلى علامة النصر، في جبهات الشرف، من ابطال قواتنا الامنية بكل صنوفها العسكرية من جيش وشرطة وحشد واتحادية، مشاهد هي الأجمل في عراقنا الحاضر، ودماء رسمت بها صور المستقبل، بفتوى المرجعية الإنسانية العليا، المتمثلة بالراية المعتدلة والصفحة المنيرة من الاسلام المحمدي الاصيل، السيد السيستاني (دام ظله) خيمة العراق الشامخة.
السياسة علم متطور، وهو بحر من بحور العلوم الحديثة، وذات تفسيرات معقدة، وفلسفة معمقة، ولها عدة نظريات وجوانب تشرعن بعضها وتستغفل الكثير، ان اصحاب المبدأ في هكذا سوق من المزايدات السياسية، هم الخاسرون دوما، والمتلونون إعلاميا هم اشرر خلائق السماء، فكلامهم الكذب ووعدهم خائن، وسلاحهم الخداع، و ذخيرتهم السذج من الشعب، وخزينتهم المتملقون، وشعارهم سوف...
كلامهم معسول، وغايتهم دنيئة، وأيامهم قليلة، ونواياهم رذيلة، يستغلون طيبة هذا الشعب، وجهله بهذا الجانب المغيب عنه على مدى نصف قرن تقريبا، فجاءت النتائج بما تشتهي سفن الفاسدين، وأسواقهم المبطنة بالنفاق والطائفية.. الانتخابات على الابواب، وستنشط تلك البضائع الرخيصة، وتزدهر تجارة الضمائر العفنة، و الانتهازيين، واصحاب المشاريع الطائفية والقومية والحزبية، كانت اولها هي تصريح البارزاني بإعلان انفصال كردستان اذا تسلم المالكي رئاسة الوزراء، سوق النخاسة السياسية او الدعارة الحزبية، تعرض هكذا بضاعة.
الحلول كثيرة، وأقربها موقعا، واسهلها تموضعا، هي ما ستفرزه صناديق الاقتراع، مسؤولية عظيمة تقع على عاتقنا جميعا، لتبيان خط المرجعية، وصوتها الصادق، ويحتم علينا الالتزام بتوجيهاتها السامية، لبناء غد مشرق، تحت مبدأ المجرب لا يجرب، واستبدال الوجوه الكالحة التي لم تجلب الخير للعراق، ومساندة الوجوه الطيبة التي تريد الخير لوطننا وشعبنا، نعم لوحدة العراق، نعم لغدا اجمل.
https://telegram.me/buratha