المقالات

حوار عن التشهير والحرائق السياسية..!

1585 2017-01-25

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

   تحاورت قبل أيام مع زميل لي؛ عن مغزى ومسببات عمليات الإستجواب والإستدعاء، التي يمارسها أعضاء في مجلس النواب بحق مسؤولين حكوميين كبار، والتي كان من مؤداها أن أطيح بوزيرين، وأجبرت آخرَين على الإستقالة، فيما تعجل رئيس الوزراء بإقالة مثلهم غيرهم..

   قلت له: إنها الإصلاحات يا سيدي، فرد عليَّ السائل متعجلا؛ وكأن الجواب كان رابض في مقدمة حلقه: ولكن الإصلاحات؛ حيث رست على  خمس وزارات بلا وزراء، وعلى عودة نواب رئيس الجمهورية الى مناصبهم المفخمة، مع ميزانية عاجلة بثلاثة مليارات ونصف المليار دينار، لسد رواتبهم للفترة القادمة، ومثلها ما يدينون به الخزينة المركزية، عن رواتب فترة إقالتهم التي تبين أنها ليست دستورية..

   قلت له: لو كانت لدينا عدالة؛ لأجبر القضاء السيد العبادي، على دفع تلك الإستحقاقات من ماله الخاص، بادرني زميلي قائلا: وهل ثمة فرق بين مال السيد العبادي الخاص وأموال الحكومة؟ ألا تتذكر المثل العراقي الذي يقول( الجيب واحد)..!

   قلت له :أن الذي حصل فوضى وتصفية حسابات، وأن ما يقوم به النواب من إستجوابات، يمكن عده من أوجه أخرى، بأنه حراك دنيء إستعدادا للإنتخابات!

   قال لي: أن كرة من اللهب وليست من الثلج، تتدحرج هنا على أرض العراق.. وأن تدحرج هذه الكرة يخلف وراءه مسارات، تحفر عميقا في الأرض المحروقة، التي تسببها الإختلالات المتفاقمة بين القوى السياسية العراقية، وكلما حانت مواعيد إستحقاقات مهمة، كالانتخابات النيابية القادمة، تنشطر كرة اللهب الى كرات متعددة تتدحرج بأتجاهات ومسارات مختلفة.

   قلت له:كان يفترض أن توضح النزاعات السائدة، مسارات الصراعات القادمة، وأن تدور حول عنوان عريض مفاده الصراع على مستقبل الدولة.

   قال لي: إن أسلحة الملفات القضائية والإستدعاءات، والملفات التسقيطية المتبادلة المضادة، التي بدأت الحكومة والقوى السياسية إشهارها بعضها بوجه بعض، إلا كرات من النوع الذي تحدثنا عنه، إذ بغض النظر عن مصداقية الملفات من عدمها، لكن تحويل الطابع القضائي الى أداة سياسية، تخدم هدف إسقاط الخصوم قبيل ألانتخابات، ومن أي طرف كان، والاحتفاظ بالملفات، وعدم إشهارها إلا بتوقيت يخدم من يشهرها، يخدم أغراضا سياسية دنيئة في أغلب الأحيان.

   إستخدمنا سوية أنا وزميلي، هنا تعبير "الإشهار" وليس "الإعلان"، لأن "الإشهار" يوصلنا الى عملية"التشهير" بالخصوم، وهو مسلك لا نجده إلا مسلكا دنيئا ولا أخلاقيا في أقل وصف مستحق..

   كلام قبل السلام: الذين يخوضون في مستنقعات التشهير السياسي، يعلمون أنه وفي معظم الأحوال، ثمة شيء يموت ولا شيء يولد في المقابل. فما يحدث اليوم،  وما هو منتظر، اكبر من نزاعات سياسية عابرة، وأكثر من حراك محلي، تترك خلفها حرائق سياسية، واقتصادية واجتماعية، لا تكاد تخمد في مكان، حتى تشتعل في مكان آخر.

 

   سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك