المقالات

إصلاح فارغ من محتوى..!

1896 2017-01-24

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

    في ظل الوضع الحكومي الراهن، حيث تشكيلة الحكومة مختلة، نتيجة لإستقالة أو إقالة عدد من الوزراء، وحيث يدار نصف المواقع الوزارية بالوكالة، وحيث خلو أخطر وزارة وهي الداخلية، من وزير يديرها بعد إستقالة الغبان، فإن إعادة بناء الحكومة بات أمرا ملحا جدا، ولا يحتمل التاجيل أو التسويف، أو المراهنة على حلول يأتي بها الزمن.

    لكن ثمة نقطة مهمة جدا؛ يتعين الوقوف عندها طويلا، وهي أن إعادة بناء الحكومة، أو لنقل ترميمها، يجب أن يكون جزءا من عملية الإصلاح، وليس عملية سد فراغ.

    الترميم يعني إتمام عملية التغيير الوزاري، لكنه اذا ما تم بدون نية في تغيير، يصيب النهج العام الذي يدير البلد، فانه لن يمثل الا محاولة التفافية، تريد التحايل على الاحتقان، والتخفيف من حدة إرتباك المشهد السياسي، الناجم عن سوء أداء الساسة وقلة خبرتهم.

    سيبدو الترميم ترقيعا، ويمكن عده محاولة ربما هي الاخيرة، لتجفيف بعض أتون الحراك الشعبي المتصاعد، لاسيما بعد "عناد" المؤسسة التشريعية، و"تجاهلها" للمطالب الشعبية، وهو "تجاهل" يعمق الشعور الشعبي بأن هذه المؤسسة لم تعد تمثل الشعب، ولذلك بتنا نسمع مطالبات جدية، بضرورة حل مجلس النواب، والذهاب الى أنتخابات مبكرة، يمكن ان تكون نتائجها أمل في نهاية عصر الخيبات.

نتذكر في هذا الصدد، موافقة البرلمان على المرحلة الأولى، من خطة الإصلاح الحكومي، والتي كانت وبلاشك، فارغة من أي محتوى إصلاحي حقيقي.

    كانت الخطة تتحدث عن ترشيق حكومي، ودمج بالوزارات ذات الطبيعة المتقاربة، ومن بعدها الأتيان بوزراء تكنو قراط، لكن وعلى ما يبدو، فإن قرار الترشيق  رُسِمَ مضمونه، بهدف إحداث تغيير شكلي نفسي، يؤثر في المزاج العام.

     أما قضية ترهل الحكومة وجهاز الدولة عموما، فهي أمر يحتاج الى جهد، أكبر بكثير من عملية الترشيق، وما عملية الترشيق إلا  صفحة واحدة فقط، من كتاب عنوانه ترشيد الدولة برمتها..

    الحقيقة أن العراق بلد يمكن قطعه بالسيارة، من شرقه الى غربه بثماني ساعات، ومن شماله الى جنوبه بأثنتي عشر ساعة! وهو لا يحتاج البتة الى هذا الجهاز الإداري الضخم، وما يحتاجه هو "بضعة" رجال على رأس هرم الدولة؛ يضعون العراق في حدقات عيونهم، لا في فتحات جيوبهم!

    كلام قبل السلام: رغم ذلك فإن في عناصر عملية الترشيق ما يستحق التصفيق! فهي في مظهرها العام؛ رسالة سياسية اكثر انحيازا للناس، ويفترض أن تنفذ بسرعة، لا أن تؤجل الى أشهر وربما سنوات، كما هو واضح من تراخي القوى الممسكة بزمام الأمور!

    سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك