المقالات

لماذا شنت الأنظمة العربية حربها علينا؟!

2204 2017-01-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

من المؤكد ان عددا كبيرا من القراء، يشعرون بخيبة امل كبيرة من وضع الدولة القائم، فقد تحطمت آمالهم على صخور الفساد، وتلاشت تطلعاتهم عند بوابات المحاصصة المنيعة، وتعمقت مشكلاتهم بمعاول الطائفية الحادة؛ وهي آفات كبرى؛ طبعت مسار دولتنا منذ أربعة عشر عاما، وربما ستبقى مهيمنة على مشهدنا القالئم، الى أمد منظور ليس بالقصير.

لكن ومع كل هذا الكم الهائل من الخيبات؛ دعونا نسترجع بعض مفردات ما حصل عندنا، وفي محيطنا الجغرافي، كي نتبين مواطيء أقدامنا أولا، ولماذا حصل الذي حصل ثانيا، ولنستشرف ما سيحصل كمحصلة، ومثلما ترون فإن ذلك مهمة كبرى، لا تكفيها مساحة عمود متواضع، في جريدة تحاربها شياطين الأنس والجان!

بتركيز عال كي لا تضيع الفكرة؛ لابد لي من القول، بان الانهيارات الكبرى لأنظمة شمولية، كالذي حصل في بلادناـ إنما حصل بأدوات خارجية، أنضجتها ظروف داخلية؛ في مقدمتها انتهاء (صلاحية) النظام الشمولي السابق، لكونه أصبح نشازا، وخارج سياق التطور الإنساني، ولا يتسق مع حركة التاريخ، كما أنه بات لا يخدم مصالح الذين صنعوه، والمفارقة الغريبة؛ هي أن من صنعوه هم الذين أزاحوه!

مثل هذه الأنهيارات تمثل فوران تنور؛ ولا بد ان تتبعها هزات اجتماعية وسياسية كبرى، بحجم ما حصل، ولا بد أيضا من التسليم؛ بأن الذي يجري في العراق الآن شيء طبيعي، من المتوقع حدوثه، نظرا للمستوى المفجع، من التنافر الاجتماعي والمكوناتي، الذي نتج عن سيادة نظام شمولي أرعب حتى نفسه.

إنها بالحقيقة هزات، كان ينبغي ان تتحرك؛ وفقا لمنطق السياسة بثلاث محطات، المحطة الأولى هي تأسيس( سلطة)، تدير المجتمع وشؤونه انتقاليا، ولكن بحد مقبول من التداخلات، التي من بينها استعمال القوة، بمستوى أكثر من حده الطبيعي بالمجتمعات المستقرة.

ثاني المحطات؛ الانتقال بالبلاد الى دولة المؤسسات، التي تشيع في بدايتها؛ حدا أدنى من قيم مقبولة، ثم يتم في مراحل لاحقة الانتقال الى دولة الهدف.

 السؤال الكبير هنا؛ هواين وصلنا بعد قرابة أربعة عشر عاما، منذ أن أجريت لنا عملية إستئصال دولة الرعب!؟

الإجابة سهلة، وهي أننا لم نصل، لكن المؤكد أننا نمشي حثيثا، نحو بناء دولة وفقا لقياساتنا، وهذا بالضبط؛ هو الذي يجعل الآخرين يقفون بالضد العلني، من عملية بناء دولة على مقاسنا، لأنهم يعرفون أننا سنبني "دولة" وليس "نظام" حكم، مثلما يملكونه أو مثلما بنوا.

إننا بالحقيقة؛ نبني ولأول مرة منذ أربعة عشر قرنا"الدولة" العراقية، وستكون هذه الدولة مقدمة لدولة العدل الإلهي، لكن" العربان" بنوا "أنظمة"، مثل"النظام" السعودي والأردني والبحريني واليمني...الخ، الفرق التنافري بيننا وبين محيطنا الجغرافي، هو أننا وبرغم كل مساويء الأربعة عشر عاما الفائتة، نبني "دولة" وهم يبنون "نظاما"..!

الأنظمة يمكن أن تنهار بصيحة واحدة، تنادي "الشعب يريد أسقاط النظام"!

كلام قبل السلام: ليس من المتوقع أن يصيح أحدأ "الشعب يريد زوال الدولة"، والفرق كما ترون كبير بين الدولة والنظام، الدول تبقى والأنظمة تزول؛ وسترون!

 

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك